(وَإِنَّا أَوْ إِيَّاكُمْ لَعَلى هُدىً أَوْ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ) بعد ما ساق من الآيات التي تدل على صدق قوله وفساد قول خصمه.
قل لهم : لا تسألون يوم القيامة عن أعمالنا وذنوبنا ، ونحن لا نسأل عما تعملون ، قل لهم : سوف يجمع الله بيننا بالحق ثم يحكم بيننا بالعدل ، وهو الحكيم العليم بأمور خلقه ، فسيعطيهم جزاءهم وافيا إن خيرا فخير ، وإن شرا فشر. عجبا لكم! قل لهم يا محمد : أرونى الذين ألحقتموهم بالله شركاء ، وجعلتموهم لله أندادا ، أرونى أين هم؟ وفي هذا توجيه لهم ولفت لأنظارهم لعلهم ينظرون إلى الحق فيتبعوه!
كلا وألف كلا! وبعدا لرأيهم المجافى للحق والعدل! فليس الأمر كما زعمتم بل هو الله وحده ، لا إله إلا هو العزيز لا يغلبه غالب ، ولا يعجزه أحد في أرضه وسمائه ، فهو الحكيم في كل أعماله ، العليم بكل خلقه ، سبحانه وتعالى عما يشركون ، وأما أنت يا محمد فما أرسلناك إلا كافة للناس تمنعهم من الكفر والفسوق والعصيان ، وتدعوهم جميعا إلى الإسلام ، ولا عليك شيء بعد هذا أبدا (فَمَنْ شاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَمَنْ شاءَ فَلْيَكْفُرْ) [سورة الكهف آية ٢٩]. ولكن أكثر الناس لا يعلمون هذا.
ويقولون : متى هذا الوعد؟ إن كنتم أيها المسلمون صادقين في قولكم : إن الساعة آتية لا ريب فيها.
قل لهم يا محمد : لكم ميعاد يوم معلوم عند الله ، وأجل محدود بوقت معين ، لا تستأخرون عنه ساعة ، ولا تستقدمون لحظة ، والأمر كله بيد الله.
من مواقف المشركين
وَقالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَنْ نُؤْمِنَ بِهذَا الْقُرْآنِ وَلا بِالَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَلَوْ تَرى إِذِ الظَّالِمُونَ مَوْقُوفُونَ عِنْدَ رَبِّهِمْ يَرْجِعُ بَعْضُهُمْ إِلى بَعْضٍ الْقَوْلَ يَقُولُ الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا لِلَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا لَوْ لا أَنْتُمْ لَكُنَّا مُؤْمِنِينَ (٣١)