أَنْتَ إِلاَّ نَذِيرٌ (٢٣) إِنَّا أَرْسَلْناكَ بِالْحَقِّ بَشِيراً وَنَذِيراً وَإِنْ مِنْ أُمَّةٍ إِلاَّ خَلا فِيها نَذِيرٌ (٢٤) وَإِنْ يُكَذِّبُوكَ فَقَدْ كَذَّبَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ جاءَتْهُمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّناتِ وَبِالزُّبُرِ وَبِالْكِتابِ الْمُنِيرِ (٢٥) ثُمَّ أَخَذْتُ الَّذِينَ كَفَرُوا فَكَيْفَ كانَ نَكِيرِ (٢٦)
المفردات :
(الْفُقَراءُ) : المحتاجون (وَلا تَزِرُ وازِرَةٌ) المراد : لا تحمل نفس وازرة ، أى :
آثمة (وِزْرَ أُخْرى) : حمل أخرى (تَزَكَّى) : تطهر (أُمَّةٍ) : الأمة الجماعة الكثيرة (وَبِالزُّبُرِ) : الكتب المكتوبة (نَكِيرِ) أى : عقابي على أعمالهم.
المعنى :
يا أيها الناس : أنتم الفقراء المحتاجون إلى الله في كل أموركم الظاهرة والخفية ، وكل الخلائق محتاجة إليه ، إلا أن حاجة الإنسان إلى الله أكثر ، فكأنه قال : أنتم وحدكم الفقراء (مع عدم الاعتداد بحاجة غيرهم) والله وحده هو الغنى عن الكل فليس في حاجة إلى عبادة العباد. ولا تضره معصيتهم ، وهو الغنى المحمود في الأرض والسماء ، أى : الغنى النافع بغناه الرحمن الرحيم بخلقه.
أيها الناس : اعلموا أن الله على كل شيء قدير ، إن يشأ يذهبكم ويستبدل قوما غيركم أطوع منكم وأزكى ، يذهبكم ، ويأت بخلق جديد ، وما ذلك على الله بعزيز فإنه لا يعجزه شيء في الأرض ولا في السماء.
واعلموا أنه لا تزر وازرة وزر أخرى ، ولا تحمل نفس وازرة حمل نفس أخرى : بل كل نفس بما كسبت مرهونة ، وأن ليس للإنسان إلا ما سعى ، وأن سعيه سوف يرى ، ثم يجزاه الجزاء الأوفى ، فكل نفس لا تستطيع أبدا حمل أى ذنب عن أخرى مهما كانت.