ولكنه تقريب لأذهاننا وإدراكنا وقالوا : الحمد لله على نعمه ، الحمد لله الذي أذهب عنا الحزن الذي كان يساورنا من خشية الله والإشفاق من عذابه (إِنَّا كُنَّا قَبْلُ فِي أَهْلِنا مُشْفِقِينَ* فَمَنَّ اللهُ عَلَيْنا وَوَقانا عَذابَ السَّمُومِ).

إن ربنا لغفور للسيئات شكور على فعل الطاعات ، الذي أحلنا دار الإقامة من عطائه وأفضاله ، لا يمسنا فيها نصب ، أى : تعب ، ولا يمسنا فيها لغوب ، أى : إعياء واسترخاء.

هؤلاء هم المؤمنون بالقرآن ، وهم حزب الرحمن ، أما حزب الشيطان الكافرون بالقرآن فها هم أولاء : والذين كفروا لهم نار جهنم خالدين فيها أبدا لا يقضى عليهم بالموت فيموتوا ليستريحوا ، بل كلما نضجت جلودهم بدلناهم جلودا غيرها ، ولا يخفف عنهم من عذابها أبدا ، مثل ذلك الجزاء نجزى كل كفور بالله ورسوله ، وهم يصرخون فيها ، ويستغيثون منها بأصوات عالية قائلين : ربنا أخرجنا منها وأرجعنا إلى الدنيا نعمل صالحا غير الذي كنا نعمل ، فيقال لهم : اخسئوا فيها ولا تكلمون ؛ أو لم نعمركم وقتا كافيا يتذكر فيه من يريد التذكر؟ وجاءتكم النذر : من الكتاب والرسول ونذر الشيب والموت فلم تتعظوا أبدا بشيء وغرتكم الدنيا وغركم بالله الغرور.

فذوقوا فلن نزيدكم إلا عذابا ، وذوقوا فما للظالمين من نصير ، وهل يجابون إلى طلبهم بالرجوع إلى الدنيا؟! لا ؛ فلو رجعوا لعادوا لأفظع مما عملوا ، وربك يعلم غيب السماء والأرض ، وهو عليم بذات الصدور.

نقاش المشركين

هُوَ الَّذِي جَعَلَكُمْ خَلائِفَ فِي الْأَرْضِ فَمَنْ كَفَرَ فَعَلَيْهِ كُفْرُهُ وَلا يَزِيدُ الْكافِرِينَ كُفْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ إِلاَّ مَقْتاً وَلا يَزِيدُ الْكافِرِينَ كُفْرُهُمْ إِلاَّ خَساراً (٣٩) قُلْ أَرَأَيْتُمْ شُرَكاءَكُمُ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللهِ أَرُونِي ما ذا خَلَقُوا مِنَ الْأَرْضِ أَمْ لَهُمْ شِرْكٌ فِي السَّماواتِ