واتخذوا من دون الله آلهة راجين منها النصرة ، آملين منها المنفعة ، وما علموا أنهم لا يستطيعون نفعا ولا ضرّا ، وأنهم لا ينصرون أحدا ، بل إن يسلبهم الذباب شيئا لا يستنقذوه منه ضعف الطالب والمطلوب ، والحال أن المشركين لهذه الآلهة جند محضرون في الدنيا يخدمون ، ويذبون عنهم ، ويغضبون لهم ، والآلهة لا يستطيعون لهم شيئا ولا قدرة عندهم ، والأمر على خلاف ما توهموا ، بل إنهم يوم القيامة جند معدون لهم محضرون لعذابهم لأنهم وقود للنار ، وإذا كان الأمر كذلك فلا يهمنك أمرهم ، ولا تحزن لتكذيبهم وأذاهم ، إن ربك عالم بسرهم وعلنهم وسيجازيهم على أعمالهم.
إثبات البعث
أَوَلَمْ يَرَ الْإِنْسانُ أَنَّا خَلَقْناهُ مِنْ نُطْفَةٍ فَإِذا هُوَ خَصِيمٌ مُبِينٌ (٧٧) وَضَرَبَ لَنا مَثَلاً وَنَسِيَ خَلْقَهُ قالَ مَنْ يُحْيِ الْعِظامَ وَهِيَ رَمِيمٌ (٧٨) قُلْ يُحْيِيهَا الَّذِي أَنْشَأَها أَوَّلَ مَرَّةٍ وَهُوَ بِكُلِّ خَلْقٍ عَلِيمٌ (٧٩) الَّذِي جَعَلَ لَكُمْ مِنَ الشَّجَرِ الْأَخْضَرِ ناراً فَإِذا أَنْتُمْ مِنْهُ تُوقِدُونَ (٨٠) أَوَلَيْسَ الَّذِي خَلَقَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ بِقادِرٍ عَلى أَنْ يَخْلُقَ مِثْلَهُمْ بَلى وَهُوَ الْخَلاَّقُ الْعَلِيمُ (٨١) إِنَّما أَمْرُهُ إِذا أَرادَ شَيْئاً أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ (٨٢) فَسُبْحانَ الَّذِي بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيْءٍ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ (٨٣)
المفردات :
(نُطْفَةٍ) المراد : ذرة من المنى (خَصِيمٌ) : مجادل في الخصومة (مَثَلاً)