فحق علينا وثبت وعد ربنا (لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ) [سورة السجدة آية ١٣] إنا لذائقو العذاب الأليم لأننا عصينا أمر ربنا وأمر رسله.
فلما وجب وثبت علينا قضاء ربنا ـ وهو الوعيد السابق ـ أغويناكم لأننا صرنا أشقياء مثلكم ، ودعوناكم إلى الغي دعوة ملجئة فاستجبتم لنا باختياركم واستحبابكم الغي على الرشد ، إنا كنا غاوين فلا عتب علينا في هذا ، وإذا كان الأمر كذلك فإنهم يومئذ في العذاب مشتركون.
إن بطش ربك لشديد ، وإنه يفعل بالمجرمين الأتباع والمتبوعين كلهم مثل ذلك الفعل ، وهو عذابهم جميعا ؛ إنهم كانوا إذا قيل لهم : لا إله إلا الله يستكبرون عن النطق بها والإيمان بوحدانية الله وتصديق رسوله ، ويقولون كبرا : أإنا لتاركوا آلهتنا وعبادتهم لرجل شاعر؟ يقول الشعر الذي لا يعتمد على الحق ، ويقصدون بذلك القرآن وأنه شعر ، وهذا الشاعر مجنون ، كبرت كلمة تخرج من أفواههم إن يقولون إلا كذبا وزورا.
بل هو الرسول المصطفى من عند الله الذي جاء بالحق والنور ، والهدى والشفاء لما في الصدور ، وصدق المرسلين جميعا و (مُصَدِّقاً لِما بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتابِ وَمُهَيْمِناً عَلَيْهِ) وما حال هؤلاء المكذبين الضالين؟ إنهم لذائقو العذاب الأليم ، وما تجزون إلا ما كنتم تعملون ..
المخلصون في الجنة
وَما تُجْزَوْنَ إِلاَّ ما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (٣٩) إِلاَّ عِبادَ اللهِ الْمُخْلَصِينَ (٤٠) أُولئِكَ لَهُمْ رِزْقٌ مَعْلُومٌ (٤١) فَواكِهُ وَهُمْ مُكْرَمُونَ (٤٢) فِي جَنَّاتِ النَّعِيمِ (٤٣) عَلى سُرُرٍ مُتَقابِلِينَ (٤٤) يُطافُ عَلَيْهِمْ بِكَأْسٍ مِنْ مَعِينٍ (٤٥) بَيْضاءَ لَذَّةٍ لِلشَّارِبِينَ (٤٦) لا فِيها غَوْلٌ وَلا هُمْ عَنْها يُنْزَفُونَ (٤٧) وَعِنْدَهُمْ قاصِراتُ