وهكذا إن الإنسان دائما (إِنَّ الْإِنْسانَ لِرَبِّهِ لَكَنُودٌ) (١). يجعل لله أندادا وشركاء من دونه ، وكانت العاقبة أن يضل بعمله هذا غيره عن سبيل الله. قل : تمتع أيها الإنسان بكفرك زمنا قليلا إنك من أصحاب النار ، تمتع بالدنيا الزائلة وبمتاعها الفاني المصحوب بالألم والتعب والتهديد بالفناء ، هذا هو الكافر بنعمة ربه. أما المؤمن الصالح فهذا وصفه :
بل أم من هو قانت في جوف الليل ساجدا وقائما يدعو ربه ، ويحذر حسابه ويخشى عقابه ، ويرجو رحمته كمن تقدم ذكره من العصاة؟! هل يستوي المؤمن والكافر والطائع والعاصي؟ لا يستويان أبدا ؛ فإنه لا يستوي الذين يعلمون الحق فيتبعوه ، ويعملوا به ، والذين لا يعلمون الحق ولذلك فإنهم يتخبطون تخبط العشواء ، ويسيرون في ضلالة عمياء ، وإنما يتذكر أولو الألباب والعقول الصافية من المؤمنين.
التقوى والإخلاص واجتناب الطاغوت
قُلْ يا عِبادِ الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا رَبَّكُمْ لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا فِي هذِهِ الدُّنْيا حَسَنَةٌ وَأَرْضُ اللهِ واسِعَةٌ إِنَّما يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسابٍ (١٠) قُلْ إِنِّي أُمِرْتُ أَنْ أَعْبُدَ اللهَ مُخْلِصاً لَهُ الدِّينَ (١١) وَأُمِرْتُ لِأَنْ أَكُونَ أَوَّلَ الْمُسْلِمِينَ (١٢) قُلْ إِنِّي أَخافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ (١٣) قُلِ اللهَ أَعْبُدُ مُخْلِصاً لَهُ دِينِي (١٤) فَاعْبُدُوا ما شِئْتُمْ مِنْ دُونِهِ قُلْ إِنَّ الْخاسِرِينَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ وَأَهْلِيهِمْ يَوْمَ الْقِيامَةِ أَلا ذلِكَ هُوَ الْخُسْرانُ الْمُبِينُ (١٥) لَهُمْ مِنْ فَوْقِهِمْ ظُلَلٌ مِنَ النَّارِ
__________________
١ ـ سورة العاديات آية ٦.