ولعل تخصيص إرادة الخلق والجعل والبركة ... إلخ بالأرض للإشارة إلى الاعتناء بأمر المخاطبين فكان الأجدر ألا يحصل منهم كفر ولا شرك ولعل تخصيص الاستواء بالسماء دون الأرض مع أن الأمر المترتب لهما معا. جبرا لخاطرها واكتفاء بذكر تقدير الأرض وتقدير ما فيها السابق.
قالتا ـ أى : الأرض وما فيها ، والسماء وما فيها ـ : أتينا طائعين ، وهذا تمثيل لسرعة الانقياد ، وتصوير لكون وجودهما كما هما عليه جاريا على مقتضى الحكمة البالغة والإرادة السامية.
وهذا تفسير وتفصيل لتكوين السماء الذي أجمل ذكره (فَقَضاهُنَّ سَبْعَ سَماواتٍ) أى : خلقهن خلقا متقنا ، وأبدع أمرهن حسبما تقتضيه الحكمة الإلهية في وقتين الله أعلم بمقدارهما.
وأوحى إلى أهل كل من السموات والأرض أوامره ، كلفهم بما يليق بهم ، وزين السماء الدنيا بالنجوم التي هي كالمصابيح ، وحفظها من كل شيطان رجيم.
ذلك المذكور الذي يعجز القلم عن وصفه ، وكيف يصفه إنسان لا يدرى كنه نفسه؟! ذلك تقدير العزيز القوى القادر العليم الخبير البصير.
وليس في الآية ما يثبت أن الأرض خلقت قبل السموات ، فليس هناك تعارض أبدا بين هذه الآية والآيات الأخرى مع هذا التأويل.
تهديدهم بمثل ما حل بعاد وثمود
فَإِنْ أَعْرَضُوا فَقُلْ أَنْذَرْتُكُمْ صاعِقَةً مِثْلَ صاعِقَةِ عادٍ وَثَمُودَ (١٣) إِذْ جاءَتْهُمُ الرُّسُلُ مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ أَلاَّ تَعْبُدُوا إِلاَّ اللهَ قالُوا لَوْ شاءَ رَبُّنا لَأَنْزَلَ مَلائِكَةً فَإِنَّا بِما أُرْسِلْتُمْ بِهِ كافِرُونَ (١٤) فَأَمَّا عادٌ فَاسْتَكْبَرُوا فِي