هو هدى ورحمة ومصدر خير وبركة للناس جميعا (شَهْرُ رَمَضانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدىً لِلنَّاسِ) [البقرة ١٨٥] أما كونه هدى ورحمة فيشهد بذلك الواقع الذي ينطق بأن الرسالة المحمدية كانت فاتحة خير للعالم ، ومبدأ عصر العلم والنور في مشارق الأرض ومغاربها.
ولكن المنتفعين بهدى القرآن والمغمورين برحمته هم قوم أحسنوا العمل والقصد وأخلصوا النية لله ، وراقبوه مراقبة من يعلم أنه يسمعه ويراه.
ومن دلائل الإحسان وعلاماته إقامة الصلاة علاجا للنفس ، وإيتاء الزكاة علاجا للأمة ، وهم بالآخرة هم يوقنون يقينا لا شك فيه ولا مرية ، فهم يعملون لذلك اليوم ، ويستعدون له استعدادا كاملا ، وهذا من علامات الإنسان الحق ، لما له من الأثر الفعال في الفرد والمجتمع واليقين الكامل ، وخص الصلاة والزكاة واليقين بالآخرة بالذكر لفضل الاعتداد بها ، أولئك ـ والإشارة للتعظيم ـ الذين بلغوا شأوا في الكمال والسمو حتى أصبح يشار لهم بالإشارة الحسية التي للبعيد ، على هدى من ربهم ومتمكنون منه تمكن الراكب من المركوب ، وأولئك هم المفلحون وحدهم إذ لا فلاح إلا بالإحسان ، ولا خير إلا في اليقين والإيمان.
الكافرون بالقرآن والمؤمنون به
وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِ اللهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّخِذَها هُزُواً أُولئِكَ لَهُمْ عَذابٌ مُهِينٌ (٦) وَإِذا تُتْلى عَلَيْهِ آياتُنا وَلَّى مُسْتَكْبِراً كَأَنْ لَمْ يَسْمَعْها كَأَنَّ فِي أُذُنَيْهِ وَقْراً فَبَشِّرْهُ بِعَذابٍ أَلِيمٍ (٧) إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ لَهُمْ جَنَّاتُ النَّعِيمِ (٨) خالِدِينَ فِيها وَعْدَ اللهِ حَقًّا وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (٩)