وقد روى مسلم عن الأغر المزني قال : سمعت رسول الله صلىاللهعليهوسلم يقول : «إنّه ليغان على قلبي ـ الغين : التغطية والستر ، أى : يلبس على قلبي ويغطى ـ حتّى أستغفر الله في اليوم مائة مرّة». وروى البخاري عن أبى هريرة قال : سمعت رسول الله صلىاللهعليهوسلم يقول : «إنى لأستغفر الله وأتوب إليه في اليوم سبعين مرّة».
ولقد عللوا ذلك بأن النبي كان يشتغل فترات من الزمن بأحوال المسلمين فيرى أنه شغل عن الحق ـ تبارك وتعالى ـ فيستغفر الله لذلك ، فإن حسنات الأبرار سيئات المقربين.
وقد يكون استغفار النبي شكرا لا عن ذنب «أفلا أكون عبدا شكورا» وفي أمر النبي صلىاللهعليهوسلم بالاستغفار للمؤمنين والمؤمنات إكرام لهم وتشريف وتوجيه للاستغفار ، فإنه وصف لازم للمؤمن والمؤمنة.
المؤمنون الصادقون والمنافقون الكاذبون
وَيَقُولُ الَّذِينَ آمَنُوا لَوْ لا نُزِّلَتْ سُورَةٌ فَإِذا أُنْزِلَتْ سُورَةٌ مُحْكَمَةٌ وَذُكِرَ فِيهَا الْقِتالُ رَأَيْتَ الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ يَنْظُرُونَ إِلَيْكَ نَظَرَ الْمَغْشِيِّ عَلَيْهِ مِنَ الْمَوْتِ فَأَوْلى لَهُمْ (٢٠) طاعَةٌ وَقَوْلٌ مَعْرُوفٌ فَإِذا عَزَمَ الْأَمْرُ فَلَوْ صَدَقُوا اللهَ لَكانَ خَيْراً لَهُمْ (٢١) فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحامَكُمْ (٢٢) أُولئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللهُ فَأَصَمَّهُمْ وَأَعْمى أَبْصارَهُمْ (٢٣) أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلى قُلُوبٍ أَقْفالُها (٢٤) إِنَّ الَّذِينَ ارْتَدُّوا عَلى أَدْبارِهِمْ