التثبت في تلقى الأخبار
يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جاءَكُمْ فاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْماً بِجَهالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلى ما فَعَلْتُمْ نادِمِينَ (٦) وَاعْلَمُوا أَنَّ فِيكُمْ رَسُولَ اللهِ لَوْ يُطِيعُكُمْ فِي كَثِيرٍ مِنَ الْأَمْرِ لَعَنِتُّمْ وَلكِنَّ اللهَ حَبَّبَ إِلَيْكُمُ الْإِيمانَ وَزَيَّنَهُ فِي قُلُوبِكُمْ وَكَرَّهَ إِلَيْكُمُ الْكُفْرَ وَالْفُسُوقَ وَالْعِصْيانَ أُولئِكَ هُمُ الرَّاشِدُونَ (٧) فَضْلاً مِنَ اللهِ وَنِعْمَةً وَاللهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ (٨)
المفردات :
(فاسِقٌ) الفسق : الخروج عن حدود الشرع. (بِنَبَإٍ) النبأ : هو الخبر المهم.
(فَتَبَيَّنُوا) أى : فتثبتوا ، وبه قرئ ، وهذا اللفظ مأخوذ من البيان الذي هو الكشف عن الشيء. (نادِمِينَ) : من الندم الذي هو التحسر من خطأ في أمر فات ، والمادة تفيد الملازمة ومنه المنادمة والنديم. (لَعَنِتُّمْ) العنت : الجهد والمشقة والهلاك.
(وَزَيَّنَهُ) : حسنه. (وَالْعِصْيانَ) : الخروج عن الطاعة ، ومفارقة الجماعة ، وأصله أن يمتنع الرجل بعصاه. (الرَّاشِدُونَ) الرشد : ضد الغي وهو العمل لصالح الدين والدنيا.
روى في سبب النزول أنه : بعث النبي صلىاللهعليهوسلم الوليد بن عقبة في جمع صدقات بنى المصطلق ، فلما سمعوا بمقدمه أعدوا أنفسهم للقاء رسول الله فحدثه الشيطان بأنهم قاتلوه. فرجع ، وقال للنبي صلىاللهعليهوسلم : إن بنى المصطلق منعوا صدقاتهم ، فغضب لذلك رسول الله ، وهم بغزوهم ، أما هم فلما بلغهم رجوع ابن عقبة أتوا رسول الله يشرحون له حقيقة الحال ، وقالوا : نعوذ بالله من سخط الله ورسوله! بعث إلينا رجلا