وقوم لوط الذين كانوا إخوانه ، وقوم تبع الحميرى ، وقد مضى قبل ذلك قصص هؤلاء في غير موضع ، كل كذب الرسل فيما أرسلوا من أجله ، وخاصة أمر البعث ، فوجب عليهم وعيد ربك ، وحقت عليهم كلمة العذاب.
(أَفَعَيِينا بِالْخَلْقِ الْأَوَّلِ؟) وهذا استئناف مقرر لصحة البعث الذي حكيت أحوال المنكرين له ، والمعنى : أقصدنا الخلق الأول ـ أى بدء الخلق ـ فعجزنا عنه حتى يتوهم عجزنا عن الإعادة؟! إنهم معترفون بذلك ، وأن الله هو الذي خلق الخلق أولا ، فلا وجه لإنكارهم البعث ، بل هم في خلط وشبهة من هذا الخلق الثاني ، أى : البعث ..
تقوى الله والخوف من عذابه يوم القيامة
وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسانَ وَنَعْلَمُ ما تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ (١٦) إِذْ يَتَلَقَّى الْمُتَلَقِّيانِ عَنِ الْيَمِينِ وَعَنِ الشِّمالِ قَعِيدٌ (١٧) ما يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلاَّ لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ (١٨) وَجاءَتْ سَكْرَةُ الْمَوْتِ بِالْحَقِّ ذلِكَ ما كُنْتَ مِنْهُ تَحِيدُ (١٩) وَنُفِخَ فِي الصُّورِ ذلِكَ يَوْمُ الْوَعِيدِ (٢٠) وَجاءَتْ كُلُّ نَفْسٍ مَعَها سائِقٌ وَشَهِيدٌ (٢١) لَقَدْ كُنْتَ فِي غَفْلَةٍ مِنْ هذا فَكَشَفْنا عَنْكَ غِطاءَكَ فَبَصَرُكَ الْيَوْمَ حَدِيدٌ (٢٢) وَقالَ قَرِينُهُ هذا ما لَدَيَّ عَتِيدٌ (٢٣) أَلْقِيا فِي جَهَنَّمَ كُلَّ كَفَّارٍ عَنِيدٍ (٢٤) مَنَّاعٍ لِلْخَيْرِ مُعْتَدٍ مُرِيبٍ (٢٥) الَّذِي جَعَلَ مَعَ اللهِ إِلهاً آخَرَ فَأَلْقِياهُ فِي الْعَذابِ الشَّدِيدِ (٢٦) قالَ قَرِينُهُ رَبَّنا ما أَطْغَيْتُهُ وَلكِنْ كانَ فِي ضَلالٍ بَعِيدٍ (٢٧) قالَ لا تَخْتَصِمُوا لَدَيَّ وَقَدْ قَدَّمْتُ