على ما مضى ترتيبا إلهيا ، وكفى!! أى : أبعد ذلك تكذبونه في دعواه فتجادلونه على ما يرى ويعتقد ويحدثكم به.
وتالله لقد رأى جبريل مرة أخرى في السماء عند سدرة المنتهى عندها جنة المأوى إذ يغشى السدرة ما يغشى ، ما زاغ البصر وما طغى ، نعم لقد رأى النبي جبريل على حقيقته مرة أخرى في هذا المكان من السماء عند جنة المأوى وقت أن يغشاها ما يغشى ، وما زاغ بصره أبدا وما تجاوز حده المرسوم ، وقد كان ذلك في المعراج ، لقد رأى النبي صلىاللهعليهوسلم في ذلك الوقت وهذا المكان الآيات الكبرى من آيات ربه ، وآيات الله الكبرى ليلة المعراج لا تحصى ، ولذا قيل : إن المعنى : لقد رأى بعض آيات ربه الكبرى ساعتها ، سرنا في التفسير على أن الرؤية من النبي لجبريل ، وبعضهم يراها أنها من النبي إلى الله والله وحده هو العالم بالحقيقة ، وإن كان ظاهر النظم الجليل من الدنو والتدلي ، وقوله : وهو بالأفق الأعلى ، أن ذلك كله كان بين جبريل والنبي صلىاللهعليهوسلم.
تلك هي آلهتهم التي لا تغنى عنهم شيئا
أَفَرَأَيْتُمُ اللاَّتَ وَالْعُزَّى (١٩) وَمَناةَ الثَّالِثَةَ الْأُخْرى (٢٠) أَلَكُمُ الذَّكَرُ وَلَهُ الْأُنْثى (٢١) تِلْكَ إِذاً قِسْمَةٌ ضِيزى (٢٢) إِنْ هِيَ إِلاَّ أَسْماءٌ سَمَّيْتُمُوها أَنْتُمْ وَآباؤُكُمْ ما أَنْزَلَ اللهُ بِها مِنْ سُلْطانٍ إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلاَّ الظَّنَّ وَما تَهْوَى الْأَنْفُسُ وَلَقَدْ جاءَهُمْ مِنْ رَبِّهِمُ الْهُدى (٢٣) أَمْ لِلْإِنْسانِ ما تَمَنَّى (٢٤) فَلِلَّهِ الْآخِرَةُ وَالْأُولى (٢٥) وَكَمْ مِنْ مَلَكٍ فِي السَّماواتِ لا تُغْنِي شَفاعَتُهُمْ شَيْئاً إِلاَّ مِنْ بَعْدِ أَنْ يَأْذَنَ اللهُ لِمَنْ يَشاءُ وَيَرْضى (٢٦)