فِيها فاكِهَةٌ وَالنَّخْلُ ذاتُ الْأَكْمامِ (١١) وَالْحَبُّ ذُو الْعَصْفِ وَالرَّيْحانُ (١٢) فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُما تُكَذِّبانِ (١٣)
المفردات :
(الْبَيانَ) : المنطق الفصيح المعرب عما في الضمير. (بِحُسْبانٍ) : بحساب دقيق. (وَالنَّجْمُ) : النبات الذي ينجم ، أى : يظهر ويطلع من الأرض ولا ساق له. (يَسْجُدانِ) المراد ينقادان. (الْمِيزانَ) المراد : شرع العدل وأمر به. (بِالْقِسْطِ) : بالعدل. (وَلا تُخْسِرُوا) أى : تنقصوا. (لِلْأَنامِ) أى للخلق جميعا ، أى : الإنس والجن. (الْأَكْمامِ) : جمع كم ، والمادة تدل على الستر ، والكمة والكمامة : وعاء الطلع وغطاء النّور ، والجمع كمام وأكمة وأكمام ، ومنه : كم القميص لستره الذراع ، والكمة : القلنسوة لتغطيتها الرأس ، وأكمام النخل : أوعية التمر ، أعنى الطلع أو كل ما يغطى من ليف وسعف وطلع. (ذُو الْعَصْفِ) : ورق الزرع الجاف. (وَالرَّيْحانُ) : هو كل مشموم طيب الرائحة من النبات ، وقيل : المراد به الرزق الخاص بالإنسان. (آلاءِ) : جمع إلى وهو النعمة.
المعنى :
ربنا الرحمن ، المتصفة ذاته بالرحمة ، وهذه نعمه ظاهرة ، وآثار رحمته بادية ، ولقد أخذ القرآن الكريم في تعدادها ، وقدم مصدر الدين ، وأساس الهداية ومنبع النور ألا وهو القرآن ، ثم أتبعه بذكر الإنسان وخلقه ليعلم أنه إنما خلقه للعبادة والدين ثم ذكر ما يتميز به عن سائر الخلق ، وهو البيان الصريح والمنطق الفصيح المعرب عما في الضمير ، المبين لآثار القرآن الموضح لأغراضه وأسراره ثم بعد ذلك ذكر بعض نعمه في الأكوان العلوية ، ثم في الأكوان السفلية ، وهكذا.
الرحمن على القرآن (١) أى : علم الإنسان القرآن ، نعم : القرآن وتعليمه مصدر
__________________
(١) في هذا إشارة إلى أن الرحمن مبتدأ وما بعده خبر ، ويجوز أن يكون الرحمن خبر مبتدأ محذوف كما شرحنا أولا.