يَطُوفُ عَلَيْهِمْ وِلْدانٌ مُخَلَّدُونَ (١٧) بِأَكْوابٍ وَأَبارِيقَ وَكَأْسٍ مِنْ مَعِينٍ (١٨) لا يُصَدَّعُونَ عَنْها وَلا يُنْزِفُونَ (١٩) وَفاكِهَةٍ مِمَّا يَتَخَيَّرُونَ (٢٠) وَلَحْمِ طَيْرٍ مِمَّا يَشْتَهُونَ (٢١) وَحُورٌ عِينٌ (٢٢) كَأَمْثالِ اللُّؤْلُؤِ الْمَكْنُونِ (٢٣) جَزاءً بِما كانُوا يَعْمَلُونَ (٢٤) لا يَسْمَعُونَ فِيها لَغْواً وَلا تَأْثِيماً (٢٥) إِلاَّ قِيلاً سَلاماً سَلاماً (٢٦)
المفردات :
(أَزْواجاً) : أصنافا ثلاثة. (الْمَيْمَنَةِ) : وأصحابها هم الذين يؤخذ بهم ذات اليمين إلى الجنة. (الْمَشْئَمَةِ) : هم الذين يؤخذ بهم ذات الشمال إلى النار.
(وَالسَّابِقُونَ) والمراد بهم : السابقون إلى الإيمان والعمل الصالح. (ثُلَّةٌ) : جماعة. (مَوْضُونَةٍ) أى : منسوجة بإحكام ، وفي كتب اللغة أن الوضن : النسج المضاعف. (وِلْدانٌ) : كصبيان في الوزن والمعنى. (مُخَلَّدُونَ) : باقون على حالتهم لا يهرمون كأولاد الدنيا. (بِأَكْوابٍ) : جمع كوب ، وهي الآنية التي ليس لها مقبض ولا خرطوم ، والأباريق : أوان لها مقابض وخراطيم ، وأقرب الأشباه بهما ما نستعملهما الآن في مصر ونطلق عليهما لفظ ـ كوب وإبريق. (وَكَأْسٍ) : لفظ الكأس يطلق على الإناء الذي فيه الخمر أو على نفس الخمر ، فإذا خلا الإناء من الخمر فهو قدح. (مَعِينٍ) المعين حقيقة : هو النهر الجاري على وجه الأرض الظاهر للعيون ، أو الخارج من العيون (١). (يُنْزِفُونَ) من نزف الشارب أو من أنزف الشارب : إذا سكر. (لا يُصَدَّعُونَ عَنْها) أى : لا تنصدع رءوسهم من شربها فلا يصابون بصداع. (عِينٌ) : كبار الأعين حسانها. (الْمَكْنُونِ) : المستور لا يصل إليه غبار. (لَغْواً) : فاحشا من القول. (تَأْثِيماً) : ما يؤثم.
وهذا تفصيل للأزواج الثلاثة ، وبدأ بذكر السابقين.
__________________
١ ـ وهو مأخوذ من عان المرء يعينه إذا نظر إليه بعينه فيكون اسم مفعول ، ويجوز أن يكون من معن الماء إذا نبع فهو اسم فاعل كشريف من شرف.