المفردات :
(يُحَادُّونَ اللهَ وَرَسُولَهُ) : يعادونهما ويشاقونهما ؛ لأن كلا من المتعادين يكون في حد وجهة. (كُبِتُوا) : أهينوا وذلوا. (نَجْوى) المراد : التناجي ، أى : المسارة ، مأخوذ من النجوة : وهي ما ارتفع من الأرض ؛ لأن المتسارين يخلوان بنجوة من الأرض.
المعنى :
أن الذين يحادون الله ورسوله ، ويعادونهما بمخالفتهما ، واتخاذ حدود غير حدودهما ، وأحكام غير أحكامهما ، هؤلاء كبتوا وأذلوا ، وسيجزيهم الله خزيا مؤكدا ، كما أذل من قبلهم من الكفار وأخزاهم ، والحال أنا قد أنزلنا آيات بينات واضحات في من حاد الله ورسوله من الأمم قبلهم ، وفيما فعلنا بهم ، وللكافرين بتلك الآيات ـ ويدخل معها آيات القرآن من باب أولى ـ عذاب مهين يذهب بعزهم وكبرهم يوم يبعثهم الله جميعا بحيث لا يبقى منهم أحد ، فينبئهم بما عملوا من القبائح.
كيف ينبئهم بأعمالهم كلها؟ الجواب : أحصاه الله تعالى عددا ، ولم يفته ـ سبحانه ـ منه شيء ، والحال أنهم قد نسوه ، والله على كل شيء شهيد ، لا يغيب عنه أمر من الأمور.
هذا استشهاد آخر على شمول علمه ، ما يكون من نجوى ثلاثة إلا هو رابعهم ، بمعنى ما يقع من تناجى ثلاثة أو مسارة بينهم إلا كان الله رابعهم فيعلم نجواهم كما لو كان رابعهم في التناجي ، ولا تكون النجوى بين خمسة إلا هو سادسهم ، ولا أدنى من ذلك عددا ، ولا أكثر إلا هو معهم بذاته علما وإحاطة أينما كانوا ، ثم ينبئهم بما عملوا يوم القيامة ، ويجازيهم عليه ، إن الله بكل شيء عليم ، وهذا تذييل محكم.
آداب المناجاة في الإسلام
أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ نُهُوا عَنِ النَّجْوى ثُمَّ يَعُودُونَ لِما نُهُوا عَنْهُ وَيَتَناجَوْنَ بِالْإِثْمِ