المعنى :
يا أيها الذين آمنوا بالله ورسوله ، وتحلوا بالخلق القرآنى : إذا قيل لكم : توسعوا في المجالس لإخوانكم فوسعوا يوسع الله لكم ، فمن أفسح لأخيه في مجلسه ، وأكرمه وسع الله عليه وأكرمه ؛ إذ الجزاء من جنس العمل.
روى أن هذه الآية نزلت يوم الجمعة ، وكان رسول الله صلىاللهعليهوسلم يومئذ في الصفة وفي المكان ضيق ، وكان يكرم أهل بدر من المهاجرين والأنصار فجاء أناس من أهل بدر فيهم ثابت بن قيس بن شماس ، وقد سبقوا في المجلس ، فقاموا حيال النبي صلىاللهعليهوسلم على أرجلهم ينتظرون أن يوسع لهم ، فلم يفسحوا لهم ، فشق ذلك على النبي صلىاللهعليهوسلم فقال لمن حوله من غير أهل بدر : قم يا فلان وأنت يا فلان» بعدد القائمين من أهل بدر ، فشق ذلك على من أقيم ، وعرف النبي صلىاللهعليهوسلم الكراهية في وجوههم ، فغمز المنافقون وتكلموا بأن قالوا : ما أنصف هؤلاء وقد أحبوا القرب من نبيهم فسبقوا إلى المكان ، فأنزل الله ـ عزوجل ـ هذه الآية.
فمن الآداب الإسلامية أن المكان لمن سبق ، وأن الرجل لا يقام من مجلسه ليجلس فيه آخر ، ولكن من الأدب أن تفسح لأخيك في المجلس ، توسع له من غير أن تضار.
وقد اختلف الفقهاء في جواز القيام للقادم : فمنهم من أجازه محتجاّ بحديث «قوموا إلى سيّدكم» وقيل : هذا في الحاكم ورئيس القوم بشرط ألا يتخذ عادة وشعارا كما نفعل الآن ، ومنهم من منع ذلك محتجاّ بحديث «من أحبّ أن يتمثّل له الرّجال قياما فليتبوّأ مقعده من النّار». وكان النبي صلىاللهعليهوسلم يجلس حيث ينتهى به المجلس.
وإذا قيل لكم : انشزوا ، وانهضوا للخير فانشزوا وارتفعوا يرفع الله الذين آمنوا منكم ـ وخاصة العلماء ـ يرفعهم درجات في الدنيا والآخرة ، والله بما تعملون خبير.
نجوى الرسول
يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذا ناجَيْتُمُ الرَّسُولَ فَقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْواكُمْ