ويستعجلونك بالعذاب الذي وعظتهم به ، وخوفتهم من عاقبته ، وسقت لهم القصص ليعتبروا بمن سبقهم ، ولو لا أجل معلوم ، ووقت محدود ، وأن لكل أجل كتابا ، وكل شيء عند ربك بمقدار. لو لا هذا كله لجاءهم العذاب عاجلا ، وليأتينهم بغتة وهم لا يشعرون ، وقد أتاهم ببدر وفي مشارف المدينة من قوم أخرجوا من ديارهم ، وأخذت أموالهم وحصروا في الشعب ثلاث سنين ذاقوا فيها الأمرّين.
يا عجبا لهم يستعجلونك بالعذاب ، وإن جهنم لمحيطة بهم ، يوم يغشاهم العذاب من كل جانب ، ويصب عليهم من فوقهم ، ومن تحت أرجلهم ، وما عهدوا نارا تأتى من فوق ومن أسفل ، ولكنها نار وقودها الناس والحجارة. ثم يقال لهم ـ تأنيبا وتوبيخا ـ ذوقوا جزاء ما كنتم تعملون.
توجيهات إلهية للمسلمين
يَوْمَ يَغْشاهُمُ الْعَذابُ مِنْ فَوْقِهِمْ وَمِنْ تَحْتِ أَرْجُلِهِمْ وَيَقُولُ ذُوقُوا ما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (٥٥) يا عِبادِيَ الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ أَرْضِي واسِعَةٌ فَإِيَّايَ فَاعْبُدُونِ (٥٦) كُلُّ نَفْسٍ ذائِقَةُ الْمَوْتِ ثُمَّ إِلَيْنا تُرْجَعُونَ (٥٧) وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ لَنُبَوِّئَنَّهُمْ مِنَ الْجَنَّةِ غُرَفاً تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ خالِدِينَ فِيها نِعْمَ أَجْرُ الْعامِلِينَ (٥٨) الَّذِينَ صَبَرُوا وَعَلى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ (٥٩) وَكَأَيِّنْ مِنْ دَابَّةٍ لا تَحْمِلُ رِزْقَهَا اللهُ يَرْزُقُها وَإِيَّاكُمْ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (٦٠) وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ لَيَقُولُنَّ اللهُ فَأَنَّى يُؤْفَكُونَ (٦١) اللهُ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشاءُ مِنْ عِبادِهِ وَيَقْدِرُ لَهُ إِنَّ اللهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ (٦٢) وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ