(واهِيَةٌ) : مختلة ضعيفة لا تماسك بين أجزائها. (وَالْمَلَكُ) أى : الملائكة. (أَرْجائِها) : جنباتها ، جمع رجا بمعنى الجانب. (عَرْشَ رَبِّكَ) : هو سرير الملك ، أو كناية عن العز والملك والسلطان. (خافِيَةٌ) أى : حالة خافية كنتم تسترونها عن الناس. (كِتابَهُ) : صحيفة عمله. (بِيَمِينِهِ) أى : بيده اليمين ، وهي كناية عن اليمن والخير والبركة. (هاؤُمُ) : خذوا. (ظَنَنْتُ) أى : تيقنت. (راضِيَةٍ) : ذات رضا ويرضى عنها أصحابها. (قُطُوفُها دانِيَةٌ) : جمع قطف وهو الثمر الذي حان وقت قطافه ، والدانية : القريبة التي لا تعب في إحضارها. (فَغُلُّوهُ) : ضعوا فيه الغل ، أى : ما يكبل به الأسير من القيود والسلاسل. (صَلُّوهُ) أى : اجعلوه في جهنم يصلى نارها ويحترق بها. (ذَرْعُها) : طولها. (حَمِيمٌ) : صديق حميم. (غِسْلِينٍ) : ما يسيل من أهل جهنم من قيح أو صديد أو دم. (الْخاطِؤُنَ) : الآثمون.
المعنى :
هذا هو وصف ليوم القيامة الموعود به ، والذي عبر عنه القرآن أول السورة بقوله : الحاقة ، والذي كذبت به الأمم السابقة ، فأهلكها الله جزاء تكذيبها ، وحذر قريشا أن تسلك مسلكها.
فإذا أراد الله أن يعلم الناس بيوم القيامة ، نفخ الموكل بالبوق نفخة واحدة ، يصعق لها ما في السموات وما في الأرض إلا من شاء الله ، ثم ينفخ فيه أخرى فإذا الناس قيام ينظرون الحساب : فإذا نفخ في الصور نفخة واحدة ، وحملت الأرض والجبال واضطربت ورفعت من مكانها (وَإِذَا الْجِبالُ سُيِّرَتْ) فدكتا ، أى : الأرض السهلة والجبال المرتفعة دكة واحدة حتى صارت مستوية كأنها كتلة واحدة ، فيومئذ تتزلزل الأرض وتمور مورا ، وتسير الجبال سيرا وتنسف حتى تصير كثيبا من الرمل مهيلا ، يوم إذ يحصل هذا تقع الواقعة وتقوم القيامة ، فالسماء وعوالمها عند ذلك يختل نظامها وتتشقق جوانبها فهي يومئذ بالية متداعية لا ترى فيها هذا النظام المحكم الدقيق ، أما سكانها من الملائكة فيقفون على جوانبها حين تتصدع ، كالبيت إذا انهدم منه جزء انتشر سكانه في أرجائه وجوانبه التي لم تسقط.
ويحمل عرش ربك يومئذ ثمانية فوقهم ، وهذا تمثيل لكمال عزته وانفراد جلالته