ذلك تخفيف من ربكم ورحمة
إِنَّ رَبَّكَ يَعْلَمُ أَنَّكَ تَقُومُ أَدْنى مِنْ ثُلُثَيِ اللَّيْلِ وَنِصْفَهُ وَثُلُثَهُ وَطائِفَةٌ مِنَ الَّذِينَ مَعَكَ وَاللهُ يُقَدِّرُ اللَّيْلَ وَالنَّهارَ عَلِمَ أَنْ لَنْ تُحْصُوهُ فَتابَ عَلَيْكُمْ فَاقْرَؤُا ما تَيَسَّرَ مِنَ الْقُرْآنِ عَلِمَ أَنْ سَيَكُونُ مِنْكُمْ مَرْضى وَآخَرُونَ يَضْرِبُونَ فِي الْأَرْضِ يَبْتَغُونَ مِنْ فَضْلِ اللهِ وَآخَرُونَ يُقاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللهِ فَاقْرَؤُا ما تَيَسَّرَ مِنْهُ وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكاةَ وَأَقْرِضُوا اللهَ قَرْضاً حَسَناً وَما تُقَدِّمُوا لِأَنْفُسِكُمْ مِنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِنْدَ اللهِ هُوَ خَيْراً وَأَعْظَمَ أَجْراً وَاسْتَغْفِرُوا اللهَ إِنَّ اللهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (٢٠)
المفردات :
(أَدْنى مِنْ ثُلُثَيِ اللَّيْلِ) المراد : أقل منه. (لَنْ تُحْصُوهُ) : تطيقوه. (فَتابَ عَلَيْكُمْ) : رجع بالتيسير عليكم.
المعنى :
هذه الآية ترجع إلى أول السورة حيث كان الأمر فيها للنبي ـ وكذلك صحبه ـ بأن يقوم ساعات طوالا من الليل تتراوح بين الثلث والثلثين ، وقد امتثل النبي لذلك بل وبولغ في هذا كما سبق ، وبعد عشر سنين من هذا الأمر نزل التخفيف على الأمة وانتقل الأمر من الواجب إلى المباح ، فلقد خفف الله عن الأمة الإسلامية حيث اتسع العدد وأصبح فيها المريض وذو الحاجة والمسافر والمقاتل ، وهؤلاء بلا شك لا يطيقون القيام فجعله الله مندوبا ، من شاء فعله فاستحق ثوابه ، ومن شاء ترك هذا الفضل الكبير والله هو العالم بكل شيء.