سورة العصر
مكية. وآياتها ثلاث آيات. وفيها القسم على أن الإنسان لفي خسر وضلال إلا من عصمه الله من المؤمنين العاملين الذين تواصوا بالحق والصبر.
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
وَالْعَصْرِ (١) إِنَّ الْإِنْسانَ لَفِي خُسْرٍ (٢) إِلاَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ وَتَواصَوْا بِالْحَقِّ وَتَواصَوْا بِالصَّبْرِ (٣)
المفردات :
(الْعَصْرِ) : هل المراد به الدهر كله؟ أو هو الوقت الخاص الذي يكون في طرف النهار.؟ (خُسْرٍ) : ضلال وفساد. (تَواصَوْا) : يوصى بعضهم بعضا. (بِالْحَقِ) : بالثابت والمراد به الخير. (بِالصَّبْرِ) الصبر : قوة النفس على تحمل المشاق.
يقسم الله بالدهر ، لما فيه من العبر ، وما يكون فيه من الأحوال المتناقضة التي تدل على أن لهذا الكون ، ولهذا الدهر إلها هو المتصرف القادر فيه ، ألست ترى فيه ليلا ونهارا يتعاقبان ، وترى فيه آية لليل وأخرى للنهار ، ألست ترى فيه سراء ، وضراء ، وسعادة وشقاء وصحة ومرضا ، وخوفا وأمنا ، وإنسانا يموت من الجوع وآخر يهلك من الشبع ، وهذا يموت من الغرق ، وذاك يموت من الحرق ، كل ذلك والعصر زمن لا دخل له في شيء أبدا ، بل هذا يدل على أن للكون إلها هو خالقه ومدبره وهو المستحق لأنه يتوجه إليه وحده ويعبد.