ورواه في كنز العمال ج ٢ ص ٥٩٣ (عن عمر أنه كان يقرأ : سراط من أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين ـ وكيع وأبو عبيد ، ص ، وعبد بن حميد وابن المنذر ، وابن أبي داود ، وابن الأنباري معا في المصاحف).
ورواه البغوي في معالم التنزيل ج ١ ص ٤٢ والراغب في محاضراته ج ٢ ص ١٩٩ وابن جزي في التسهيل .. وغيرهم .. وغيرهم.
* * *
ومن الواضح أن قراءة الخليفة عمر أسبق من قراءة عكرمة وابن الزبير ، وأنهما قلداه فيها.
وإذا سألت نفسك لما ذا يقرأ الخليفة هذه القراءة ، وهو يعرف أن المسلمين كلهم يقرءون غيرها ..؟ وهو يروي أن النبي قد أمره وأمر غيره من المسلمين أن يأخذوا القرآن من أشخاص معينين ويقرءوه كما يقرءونه؟! فسوف لا تجد جوابا لهذا السؤال ، إلا أن الخليفة استذوق أن (يصحح) في كلام الله تعالى أو يحسن في عبارته! أو أن ذهنه ولسانه كانا قاصرين عن قراءة القرآن كما أنزل!
لكن نحمد الله تعالى أن أحدا من المسلمين لم يطع الخليفة عمر في هذه التصحيحات أو التحسينات ، ولا في غيرها من قراءاته المستهجنة .. وبذلك يتجلى قوله تعالى : (إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحافِظُونَ)!
٤ ـ الحي القيّام!
قال البخاري في صحيحه ج ٦ ص ٧٢ (سورة إنا أرسلنا ... ديارا من دور ، ولكنه فيعال من الدوران ، كما قرأ عمر : الحي القيام ، وهي من قمت ...). ودافع عن الخليفة في ج ٨ ص ١٨٤ فقال (.. وقال مجاهد القيوم القائم على كل شىء. وقرأ عمر القيام ، وكلاهما مدح) انتهى.
ولكن المسألة هنا ليست في أن القيّام هل هو مدح أو ذم حتى يقال إنه مدح لله تعالى مثل القيوم ، بل المسألة أن القيوم اسم من أسماء الله الحسنى ، وهو توقيفي لا يجوز فيه التغيير! فهل يصح أن تقول : بسم الله الرحمن الراحم ، وتقول لا فرق كلاهما مدح؟!