وقد روّج مبغضوا الشيعة لهذه التهمة ، وبالغوا فيها ، وشنعوا بها علينا ، ونشروا حولها الكتب والمناشير ، حتى زعم بعضهم أن الشيعة ليسوا مسلمين ، لأن من أنكر القرآن وادعى أن القرآن الذي نزل على رسول الله صلىاللهعليهوآله قرآن آخر ، فهو كافر بالقرآن ، وخارج عن الإسلام.
نموذج من نصوص التهمة
قال الكاتب الهندي الوهابي إحسان إلهي ظهير في كتابه (الشيعة والسنة) صفحة ٦٥ تحت عنوان (الشيعة والقرآن) :
(من أهم الخلافات التي تقع بين السنة والشيعة هو اعتقاد أهل السنة بأن القرآن المجيد الذي أنزله الله على نبينا صلىاللهعليهوسلم هو الكتاب الأخير المنزل من عند الله الى الناس كافة وأنه لم يتغير ولم يتبدل. وليس هذا فحسب بل إنه لن يتغير ولن يتحرف الى أن تقوم الساعة. وهو الموجود بين دفتي المصاحف لأن الله قد ضمن حفظه وصيانته من أي تغيير وتحريف وحذف وزيادة ، على خلاف الكتب المنزلة القديمة السالفة ، من صحف إبراهيم وموسى ، وزبور وإنجيل وغيرها ، فإنها لم تسلم من الزيادة والنقصان بعد وفاة الرسل ، ولكن القرآن أنزله سبحانه وتعالى وقال (إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحافِظُونَ). الحجر ـ ٩ وقال (إِنَّ عَلَيْنا جَمْعَهُ وَقُرْآنَهُ ، فَإِذا قَرَأْناهُ فَاتَّبِعْ قُرْآنَهُ ، ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنا بَيانَهُ). القيامة ١٧ ـ ١٩ وقال (لا يَأْتِيهِ الْباطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلا مِنْ خَلْفِهِ تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ). حم السجدة ـ ٤٢.
وإن عدم الإيمان بحفظ القرآن وصيانته يجر الى إنكار القرآن وتعطيل الشريعة التي جاء بها رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، لأنه حينذاك يحتمل في كل آية من آيات الكتاب الحكيم أنه وقع فيها تبديل وتحريف ، وحين تقع الاحتمالات تبطل الاعتقادات والإيمانيات ، لأن الإيمان لا يكون إلا باليقينيات وأما بالظنيات والمحتملات فلا.
وأما الشيعة فإنهم لا يعتقدون بهذا القرآن الكريم الموجود بأيدي الناس ، والمحفوظ من قبل الله العظيم ، مخالفين أهل السنة ، ومنكرين لجميع النصوص الصحيحة الواردة