الصراع بين عمر وأبي على قراءة القرآن!!
روت مصادر إخواننا نماذج متعددة من هذا الخلاف ، وقد تفاوتت مواقف الخليفة الى حد التناقض .. ففي بعضها كان يخضع لقول أبي ويعتذر إليه .. وفي بعضها كانا يفترقان بدون نتيجة عملية .. وفي بعضها كان الخليفة يصر على رأيه ويأمر المسلمين بكتابة المصحف على ما يقوله هو ومحو ما يقوله أبيّ ..! الخ. وقد عرضنا في فصل القراءات الشخصية ومحاولات التحريف ، نماذج من روايات اختلافه معه .. ونذكر هنا ما رواه الحاكم في المستدرك ج ٢ ص ٢٢٥ :
(... عن ابن عباس رضي الله عنهما قال بينما أنا أقرأ آية من كتاب الله عزوجل وأنا أمشي في طريق من طرق المدينة فإذا أنا برجل يناديني من بعدي : أتبع ابن عباس ، فإذا هو أمير المؤمنين عمر ، فقلت اتبعك علي أبي بن كعب فقال : أهو أقرأكها كما سمعتك تقرأ؟ قلت نعم ، قال فأرسل معي رسولا قال اذهب معه الى أبي بن كعب فانظر يقرأ أبي كذلك ، قال فانطلقت أنا ورسوله الى أبي بن كعب قال فقلت يا أبي قرأت آية من كتاب الله فناداني من بعدي عمر بن الخطاب اتبع ابن عباس فقلت اتبعك على أبي بن كعب فأرسل معي رسوله أفأنت أقرأتنيها كما قرأت؟ قال أبي نعم. قال فرجع الرسول إليه فانطلقت أنا الى حاجتي قال فراح عمر الى أبي فوجده قد فرغ من غسل رأسه ووليدته تدري لحيته بمدراها ، فقال أبي : مرحبا يا أمير المؤمنين أزائرا جئت أم طالب حاجة؟ فقال عمر بل طالب حاجة ، قال فجلس ومعه موليان له حتى فرغ من لحيته وأدرت جانبه الأيمن من لمته ثم ولاها جانبه الأيسر ، حتى إذا فرغ أقبل الى عمر بوجهه فقال : ما حاجة أمير المؤمنين؟ فقال عمر : يا أبي على ما تقنط الناس؟ فقال أبي : يا أمير المؤمنين إني تلقيت القرآن من تلقاء جبريل وهو رطب ، فقال عمر : تالله ما أنت بمنته وما أنا بصابر ، ثلاث مرات ، ثم قام فانطلق! هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه) انتهى.