ثانيا : مع ثاني القراء عبد الله بن مسعود الهذلي
شهادة عظيمة لابن مسعود روتها مصادر السنة أيضا
روى أحمد في مسنده ج : ١ ص ٣٨ :
(... عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال مر رسول الله صلىاللهعليهوسلم وأنا معه وأبو بكر رضي الله عنه على عبد الله بن مسعود وهو يقرأ فقام فسمع قراءته ، ثم ركع عبد الله وسجد قال فقال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : سل تعطه ، سل تعطه. قال ثم مضى رسول الله صلىاللهعليهوسلم وقال : من سره أن يقرأ القرآن غضا كما أنزل فليقرأه من ابن أم عبد ، قال فادلجت الى عبد الله بن مسعود لأبشره بما قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم قال فلما ضربت الباب أو قال لما سمع صوتي قال ما جاء بك هذه الساعة؟ قلت جئت لأبشرك بما قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، قال قد سبقك أبو بكر رضي الله عنه ، قلت إن يفعل فإنه سباق بالخيرات ، ما استبقنا خيرا قط إلا سبقنا إليها أبو بكر) انتهى. ورواه أحمد أيضا في ج ١ ص ٤٥٤ وج ٤ ص ٢٧٨ ، وابن ماجة في سننه ج ١ ص ٤٩ ، والحاكم في المستدرك ج ٢ ص ٢٢٧ وصححه على شرط الشيخين. ورواه في ج ٣ ص ٣١٧ وقال (هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه) وفي ص ٣١٨ وقال (هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه). ورواه البيهقي في سننه ج ١ ص ٤٥٢ وج ٢ ص ١٥٣ والهيثمي في مجمع الزوائد ج ٩ ص ٢٨٧ وص ٢٨٨
ورواه في كنز العمال ج ٢ ص ٥١ وفي ج ١١ ص ٧١٠ وج ١٣ ص ٤٦٠ وقال في مصدره (البزار وصححه). ورواه في ج ١١ ص ٧١٠ ، وروى في ج ١٣ ص ٤٦١ أن الخليفة عمر أكد مكانة ابن مسعود عند ما جعله واليا على بيت مال الكوفة فكتب الى أهل الكوفة (يا أهل الكوفة ، أنتم رأس العرب وجمجمتها ، وسهمي الذي أرمي به إن أتاني شىء من هاهنا وهاهنا ، وإني بعثت إليكم عبد الله بن مسعود واخترته لكم وآثرتكم به على نفسي أثرة ـ ابن سعد ، ص) انتهى.
ولكن مع كل هذا التأكيد النبوي ، والاحترام العمري ، فإن الخليفة عمر لم يأخذ القرآن من عبد الله بن مسعود ولم يعتمد مصحفه مصحفا رسميا للدولة! بل عند ما سمع عنه وهو في الكوفة أنه قرأ الآية الفلانية قراءة لم تعجب الخليفة أرسل إليه رسالة الى الكوفة يتهمه فيها بأنه لا يقرأ القرآن كما أنزل ، فقد أنزل القرآن بلغة قريش بينما ابن مسعود يحرفه ويقرؤه بلغة قبيلته هذيل!!