هذا مضافا الى شهادة بعض علماء إخواننا بصحة سندها ، وهم يقبلون من الشعبي رواياته عن عمر حتى لو لم يذكر الواسطة بينه وبينه.
ونلاحظ في الرواية أن هدف الخليفة منها أن يقول إن اتخاذكم مصلّى من مكان مر عليه النبي وصلّى فيه هو من الغلو! فإنما هو راكب مر بمكان وصلّى فيه! ومع احترامي له فإني أحدثكم عن نفسي كيف ناقشت اليهود فنزل كلامي معهم آية في القرآن ..!
ومما يساعد على أن الخليفة كان يدرس عند اليهود ، أن بيته كان في عوالي المدينة قريبا من بني قريظة ، وكان (بيت المدارس) لليهود في العوالي .. فبعض الروايات تقول إن الخليفة عمر بسبب بعد منزله مقدار ساعة أو ساعة ونصف عن وسط المدينة ، كان يذهب الى مسجد النبي صلىاللهعليهوآله كل يومين مرة .. فقد روى البخاري ج ١ ص ٣١ (... عن عمر قال كنت أنا وجار لي من الأنصار في بني أمية بن زيد وهي من عوالي المدينة ، وكنا نتناوب النزول على رسول الله صلىاللهعليهوسلم ينزل يوما وأنزل يوما فإذا نزلت جئته بخبر ذلك اليوم من الوحي وغيره وإذا نزل فعل مثل ذلك فنزل صاحبي الأنصاري يوم نوبته ...) وروى نحوه في ج ٨ ص ٤ ورواه البيهقي في سننه ج ٧ ص ٣٧.
وقد نهاه النبي عن حضور دروسهم!
قال السيوطي في الدر المنثور ج ٥ ص ١٤٨ :
(وأخرج البيهقي وضعفه عن عمر بن الخطاب قال سألت رسول الله صلىاللهعليهوسلم عن تعلم التوراة فقال لا تتعلمها وآمن بها وتعلموا ما أنزل اليكم وآمنوا به!!). ورواه في كنز العمال ج ١ ص ٣٧٠
وقد يكون تضعيف البيهقي للحديث من ناحية فنية بسبب رواته .. وقد يكون بسبب مضمونه وأنه لم يثبت النهي عن النبي صلىاللهعليهوآله عن تعلم التوراة .. ومن البعيد أن يكون تضعيفه له لاستبعاد أن الخليفة عمر استأذن النبي صلىاللهعليهوآله في أن يدرس التوراة!