شيوخ المعتزلة ، والإمام أبي طالب ، والمنصور بالله ، والشافعي ، وقال أبو حنيفة : يقبل مع الجهل لقوله تعالى في سورة الحجرات : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جاءَكُمْ فاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْماً بِجَهالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلى ما فَعَلْتُمْ نادِمِينَ) فرتب الله سبحانه التبيين على معرفة الفسق للمجهول (١).
فرع : في أذان المجهول ؛ إن قيل : هو مخبر بدخول الوقت فلا يقبل.
قلنا : لعل هذا مخصوص من العموم بإجماع المسلمين ، وقد ذكر بعض المفرعين من المتأخرين : أنه يقبل أذان المجهول كما يصلى خلفه.
قوله تعالى
(وَلَهُمْ عَذابٌ أَلِيمٌ بِما كانُوا يَكْذِبُونَ) [البقرة : ١٠]
قرئ بالتشديد مع ضم الياء ، وبالتخفيف مع فتحها.
والثمرة من ذلك : أن تكذيب النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم كبيرة ، وكذلك كذب من قال : إنه مؤمن ، وليس بمؤمن في الباطن
__________________
(١) لعله يريد ـ والله أعلم ـ أن من هو مجهول الحال ، لا تعرف حقيقة أمره ، فإنه إذا أتانا بأمر وجب التبين والكشف عن حاله ، لئلا يعمل بقوله وهو فاسق في الباطن ، إذ لو كان ظاهر الفسق لم يحتج إلى التبين ، إلا أن يكون المراد تبين ما أتانا به احتيج إليه ايضا ، وبهذا يزول اللبس.
والذي سيأتي للفقيه يوسف رحمهالله في تفسير هذه الآية في هذا الكتاب في الحجرات أن التبين هو الأمر المنبأ به وهذا كما ترى مع أنه لا مانع من تفسيرها بما هنا ولا بما هناك ، إذ الوجه فيهما صحيح ، وأن كان ناهيا كما هو الظاهر ، والله أعلم ، وفي الكشاف أيضا مثل الذي سيأتي في الثمرات في موضع الآية.
وصاحب القصة الوليد بن عقبة ، أخو عثمان لأمه ، كما سيأتي والقصة مشهورة. (ح ص).