مقدمة التحقيق
الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على سيدنا محمد ، وعلى آله الطاهرين
فإن كل كتاب تكون قيمته بحسب موضوعة ، وما دام هذا الكتاب موضوعه البحث في القرآن الكريم ، واستخراج أحكامه ، والتنقيب عن معانية ، فلا ريب أنه من أشرف الكتب ، وأهمها ، لأن موضوعه أشرف الموضوعات على الإطلاق.
لقد انبرى سلفنا الصالح وأئمة العلم الكرام إلى هذا العلم الذي مستنده وأساسه قرآن الأمة ، ودستورها الخالد الأبدي ، الذي (لا يَأْتِيهِ الْباطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلا مِنْ خَلْفِهِ ، تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ) ، فعكفوا على آياته ، وانبروا لتوضيح مجملاته ، وبينوا عموماته وخصوصاته ، ووضعوا لذلك القواعد ، والضوابط ، واستخرجوا مختلف العلوم ، والمعارف والفنون التي يزخر بها القرآن الكريم.
وهذا الكتاب الذي بين أيدينا من بين تلك الكتب التي كان موضوعها هو القرآن الكريم ، ولكنه يتميز عنها بأسلوبه العلمي الرصين الهادف ، مفسرا ، وموضحا ، وناقلا للحكمة أنى وجدها من قريب أو بعيد.
والتراث الفكري اليمني عموما ، والزيدي خصوصا يتميز بالفكر الحر العقلي العملي الذي يجمع ولا يفرق ، فباب الاجتهاد فيه مفتوح على مر الدهور ، وحركة التطوير هدف أسمى لكل علمائه المخلصين ، والتنقيب والبحث عن الحقيقة هي المطلب الأسمى لكل علمائه ، ومجتهديه ، وأئمته.