السختياني (١) ، واختاره الفقيه عبد الله بن زيد (٢) : أن ذلك يكون كفرا ، وسيأتي زيادة على هذا عند ذكر قوله تعالى : (فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ) [التوبة : ٥] الآية
وقالت الخوارج : جميع المعاصي كفر ، واستثنى بعضهم الصغائر ، واستثنى بعضهم معاصي الأنبياء ، وجعل ما عداها كفرا.
قوله تعالى
(وَلا تَقْرَبا هذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونا مِنَ الظَّالِمِينَ) [البقرة : ٣٥]
اختلف المفسرون في الشجرة ما هي؟ فعن ابن عباس : هي السنبلة ، وعن ابن مسعود : الكرمة (٣) ، واستقربه الحاكم ؛ لوقوع اسم الشجرة عليها.
وعن بعض الصحابة : التينة.
واختلفوا في النهي ، فقيل : إنه نهي تحريم ، ولكن كانت المخالفة
__________________
(١) هو : أيوب بن أبي تميمة كيسان السختياني ، البصري ، أبو بكر ، سيد فقهاء عصره ، تابعي ، زاهد ، ناسك ، من حفاظ الحديث ، ثبت ، ثقة. الأعلام ٢ / ٣٨.
(٢) عبد الله بن زيد بن أحمد العنسي المدحجي ، الزيدي ، الفقيه ، العلامة أدرك مدة الامام المهدي ، وشهد بإمامته ، وكان يحرم تقليد الموتى ، وجرت بينه وبين آل الرصاص مراسلات في نفي المنزلة بين المنزلتين ؛ لأنه كان يروي إجماع الأئمة على نفيها ، وقد اعترضه جماعة ، وله مؤلفات في الكلام جيدة ، كالمحجة وفي أصول الفقه : الدرة المنظومة ، وفي علم الطريقة الإرشاد ، كتاب نفيس ، لو لا أنه يورد من الأحاديث ما حصل ، فحصل فيه بعض موضوعات يسيرة ، وله السراج الوهاج ، والنجم الثاقب ، وغيرهما ، قال في المستطاب : اتصل عبد الله بن زيد بالسلطان المظفر ، وأخذ عطاءه ، وكان له خبرة بفن الفلك ، ومعرفة بالاصطرلاب ، توفي رحمهالله يوم الخميس في شعبان سنة ٦٦٧ ه. (الجنداري).
(٣) السنبلة : البر ، والكرمة : العنب.