وقوله : (سُجَّداً) أي متواضعين ، وقيل : أراد بالسجود الركوع ، وقيل : أراد السجود بعد الدخول شكرا لله تعالى.
وهذه تدل على استحباب السجود شكرا لله تعالى ، ولقد رأيت بعض الصالحين إذا رأى أخا له في الله ، سجد لله شكرا.
وقوله : (حِطَّةٌ) أي : حط عنا ذنوبنا (١).
قوله تعالى
(وَإِذِ اسْتَسْقى مُوسى لِقَوْمِهِ) [البقرة : ٦٠]
ذلك دليل على طلب السقيا من الله تعالى عند الجدب ، روي أنهم عطشوا في التيه ، فاستسقى لهم موسى عليهالسلام ، وقيل : في غير التيه.
قوله تعالى (وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ وَالْمَسْكَنَةُ) [البقرة : ٦١]
هذا فيه دليل على إلزامهم ذلك ، قال الحسن ، وقتادة : المراد الجزية ، لقوله تعالى في سورة التوبة : (حَتَّى يُعْطُوا الْجِزْيَةَ عَنْ يَدٍ وَهُمْ صاغِرُونَ) [التوبة : ٢٩] فكان خبرا معناه الأمر. وعن أبي عبيدة (٢) : هو الصغار ، وقيل : هو زي الفقر ، فلا ترى يهوديا إلا وكأنه فقير ، وإن كان من المياسير.
__________________
(١) (فَبَدَّلَ الَّذِينَ ظَلَمُوا قَوْلاً غَيْرَ الَّذِي قِيلَ لَهُمْ) فقالوا : حطا سقماثا ، يعني : حنطة حمراء ، استهزاء منهم ، وسخرية على شق وجوههم ، فأنزل الله (رِجْزاً مِنَ السَّماءِ) وهو الطاعون ، مات منهم في ساعة واحدة أربعة وعشرون ألفا ، وهلك سبعون ألفا عقوبة (سير العجائب للإمام المهدي أحمد بن يحي المرتضى).
(٢) أبو عبيدة : هو معمر بن المثنى ، التيمي بالولاء ، البصري ، أبو عبيدة النحوي ، من أئمة الأدب واللغة ، ولد بالبصرة سنة ١١٠ ه وتوفي بها سنة ٢٠٩ ه كان أباضيا شعوبيا ، من حفاظ الحديث ، له مجاز القرآن ، وإعراب القرآن.