الثمرة من ذلك :
أن الوفاء بالعهد واجب ، ويؤخذ من هذا : أن للقاضي والإمام التحليف على الأمور المستقبلة ، وهذا كقوله تعالى في سورة الممتحنة : (إِذا جاءَكَ الْمُؤْمِناتُ يُبايِعْنَكَ عَلى أَنْ لا يُشْرِكْنَ بِاللهِ) [الممتحنة ٠١٢] وهذه المسألة خلافية بين أهل الفقه ، قيل : حكى علي خليل عن الهادي عليهالسلام : أن له أن يحلف على الأمور المستقبلة ، كأن يحلف من عليه الحق ليعطينه صاحبه ، وعن المؤيد بالله : ليس له ذلك.
قوله تعالى
(ثُمَّ تَوَلَّيْتُمْ مِنْ بَعْدِ ذلِكَ فَلَوْ لا فَضْلُ اللهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لَكُنْتُمْ مِنَ الْخاسِرِينَ) [البقرة : ٦٤]
المعنى : ثم توليتم من بعد أخذ الميثاق ، فلولا فضل الله تعالى بالإمهال ، وقبول التوبة ، وهذا فيه دليل أن التوبة مقبولة ، ولو تكررت المعصية عقبها.
وقيل : [لا تقبل ، كما تقدم عن إسحاق بن راهويه أن المرتد في الدفعة الثالثة لا تقبل توبته بعد ذلك] (١).
قوله تعالى
(وَلَقَدْ عَلِمْتُمُ الَّذِينَ اعْتَدَوْا مِنْكُمْ فِي السَّبْتِ فَقُلْنا لَهُمْ كُونُوا قِرَدَةً خاسِئِينَ) [البقرة : ٦٥]
المعنى : أن الله تعالى لما نهاهم عن أخذ الحيتان يوم السبت ، وأمرهم الله بالتجرد للعبادة فيه ، وتعظيمه ، وابتلاهم الله تعالى فما كان
__________________
(١) ما بين القوسين بياض في الأصل ، فصححناه مما تقدم في تفسير قوله تعالى (ثُمَّ عَفَوْنا عَنْكُمْ مِنْ بَعْدِ ذلِكَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ).