وما رواه مالك عن عائشة أن رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم قال : «لو لا حدثان قومك بالكفر لهدمت الكعبة ، ولصيرتها على قواعد إبراهيم ، فإنهم تركوا منها سبعة أذرع من الحجر ، ضاقت بهم النفقة والخشب».
وقال أبو حنيفة وأصحابه : إنه سنة ، وقد قيل : إنما ترك النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم تقبيل الركنين العراقي والشامي على رواية من روى أنه ترك ذلك ، ولم يستلمهما ؛ لأنهما ليسا على أساس البيت ، وهذا قول أبي حنيفة ، والشافعي : إنه لا يستلمهما.
وفي الشرح (١) : «الحجر من البيت ؛ لأن عائشة سألته عن الحجر ، فقال هو من البيت ، ولو لا حدثان عهد قومك بالإسلام لرددته إلى حيث بناه إبراهيم».
وفي نهاية ابن الأثير : «لو لا حدثان قومك بالكفر».
قوله تعالى
(وَوَصَّى بِها إِبْراهِيمُ بَنِيهِ وَيَعْقُوبُ) [البقرة : ١٣٢]
تدل على الترغيب في الوصية عند الموت ، ولو لم يكن عليه شيئ أن يوصي بتقوى الله سبحانه.
والمعنى : (وَوَصَّى بِها إِبْراهِيمُ) ، أي بالكلمة التي هي : (أَسْلَمْتُ لِرَبِّ الْعالَمِينَ) وقيل : بكلمة الإخلاص ، وهي (لا إله إلا الله).
والقراءة الظاهرة برفع (يَعْقُوبُ) على أنه موص لغيره ، وقري في الشاذ (ويعقوبَ) بالنصب ، على أن إبراهيم أوصى بنيه ، وأوصى إبراهيم أيضا يعقوب ، وهو نافلته.
__________________
(١) أي : شرح القاضي زيد (ح / ص).