قوله تعالى
(أَمْ كُنْتُمْ شُهَداءَ إِذْ حَضَرَ يَعْقُوبَ الْمَوْتُ إِذْ قالَ لِبَنِيهِ ما تَعْبُدُونَ مِنْ بَعْدِي قالُوا نَعْبُدُ إِلهَكَ وَإِلهَ آبائِكَ إِبْراهِيمَ وَإِسْماعِيلَ وَإِسْحاقَ إِلهاً واحِداً وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ) [البقرة : ١٣٣]
قيل : إن يعقوب عليهالسلام لما دخل مصر ، ورآهم يعبدون الأوثان ، جميع بنيه وأوصاهم وقال : (ما تَعْبُدُونَ مِنْ بَعْدِي)؟.
وعن عطاء : خيره الله تعالى بين الموت والحياة ، فجمع ولده ، وولد ولده ، وقال لهم قد حضر أجلي فما تعبدون من بعدي؟ قالوا : (نَعْبُدُ إِلهَكَ وَإِلهَ آبائِكَ) وثمرة هذه الآية أحكام :
الأول : أنه ينبغي أن تكون شفقة الآباء على الأولاد في باب الدين ، كما فعل يعقوب ، وقد جاء ذلك في قوله تعالى في سورة التحريم : (قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ ناراً) [التحريم : ٦].
الثاني : أن الكبير ينبغي أن يقدم ؛ لأنهم بدأوا بإبراهيم ، وهو جده ، ثم بإسماعيل ؛ لأنه أكبر ولدي إبراهيم ، ثم بإسحاق ، وقد قال صلىاللهعليهوآلهوسلم في حديث حويصّة ومحيصّة في القسامة لما تكلم محيصّة ، فقال صلىاللهعليهوآلهوسلم : (كبّر كبّر).
الثالث : أنه يطلق اسم الأب على الجد ، وعلى العم ، ولكن ذلك مجاز ، ولهذا يقال لمن لا أب له : إنه يتيم ، ولو كان له جد أو عم ، وقد قال صلىاللهعليهوآلهوسلم في العباس (١) : (هذا بقية آبائي) وقال صلىاللهعليهوآلهوسلم : (عم الرجل صنو
__________________
(١) العباس بن عبد المطلب بن هاشم ، أبو الفضل عم رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، كان أكبر من النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم بسنتين أو ثلاث ، وسئل أنت أكبر أم رسول الله؟ فقال : هو أكبر مني ، وأنا ولدت قبله. رواه السيد أبو طالب ، حضر مع النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم ليلة العقبة لبيعته الأنصار ، وخرج إلى بدر مع المشركين ، فأسر ، ففادى نفسه ، وابني أخويه عقيل ـ