أبيه) (١) أي : لا تفاوت بينهما ، كما لا تفاوت بين صنوي النخل ، وقد قالوا : إنه إذا نسب رجل رجلا إلى جده ، أو عمه ، أو خاله ، أو زوج أمه لم يكن قاذفا ، لأن اسم الأب يطلق عليهم.
قال صلىاللهعليهوآلهوسلم : (العم أب) وفي حديث : (الخالة أم).
وفسر قوله تعالى في قول نوح عليهالسلام : (يا بُنَيَّ ارْكَبْ مَعَنا) [هود : ٤٢] أنه كان ابن امرأته.
قال أبو حنيفة : ولو خلف جده وأخاه ـ كان المال للجد ؛ لأنه أب ، بدليل هذه الآية ، وهذا قول جماعة من الصحابة منهم : أبو بكر ، وابن عباس ، ومعاذ بن جبل ، وعائشة ، ومن التابعين الحسن البصري ، وبشر بن غياث (٢). وقال عامة أهل البيت عليهالسلام (٣) ، ومالك ، والشافعي ، وأبو
__________________
ـ ونوفل ، ومسلم ، وعذره النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم في الإقامة بمكة لأجل سقايته ، ولقي النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم في سفر الفتح مهاجرا ، فرجع معه ، فكان سببا لحقن الدماء ، ثم خرج إلى حنين ، وثبت حين انهزم الناس ، وصاح فيهم فرجعوا ، وانهزم المشركون ، وكان النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم يعظمه ، والخلفاء بعده ، وكان جوادا أعتق سبعين عبدا ، توفي بالمدينة يوم الجمعة لاثنتي عشرة خلت من رجب سنة ثلاث أو أربع وثلاثين ، وهو ابن ثمان وثمانين سنة ، وصلى عليه عثمان ، وقبره بالبقيع مشهور مزور.
(١) صنوي النخلة هو : إذا خرج نخلتان أو ثلاث من أصل واحد ، فكل واحدة منهن صنو. (ح / ص).
(٢) في نسخة (بشر بن عتاب) وفي أ (بشر بن غياث) وهو : بشر بن غياث بن أبي كريمة ، المريسي ، المعتزلي ، الفقيه ، المتكلم ، أبو عبد الله الحنفي ، قال ابن خلكان : أخذ الفقه عن أبي يوسف ، وهو ممن قال بخلق القرآن ، وهو مرجي ، وإليه تنسب الطائفة المرجية ، وكان مناظرا للشافعي ، ويلحن لأنه كان لا يعرف النحو». قال المسعودي : توفي سنة ٢١٩ ه وفي القاموس (مرّيسة) كسكينة ، منها بشر بن غياث المتكلم. (تراجم شرح الأزهار).
(٣) وهو المختار للمذهب. (ح / ص).