قال ابن عباس ، والحسن ، وقتادة ، ومجاهد ، وأبو علي ، وأبو بكر ، والقاضي : وهذه الحياة في القبر ، وإنما خصهم بالذكر مع كون غيرهم أحياء في القبر إكراما لهم ؛ لأنه تعالى أطال حياتهم في القبر ، ترغيبا لغيرهم في الجهاد.
وقال أبو مسلم ، وأبو القاسم : أحياء في الجنة ، لما أنكر أبو القاسم عذاب القبر.
وقيل : عند السدرة في السماء ، قال الحاكم ، والأول أقرب.
وقيل : أراد حياة الدين ، كقوله تعالى : (أَوَمَنْ كانَ مَيْتاً فَأَحْيَيْناهُ) [الأنعام : ١٢٢].
لا يقال : فنحن نشاهدهم في القبور أمواتا؟ لأنه يجوز أن تكون الحياة في أجزاء يسيرة ، ولا عبرة بالأطراف ، وأنه تعالى يحييهم إذا لم نشاهدهم.
وقيل : إن هذه الآية نزلت في شهداء بدر ، وهم أربعة عشر ، ستة من المهاجرين ، وثمانية من الأنصار.
وقيل : عام ؛ لأن المشركين كانوا يقولون : مات فلان ، فانقطع عنه نعيم الدنيا.
قوله تعالى
(وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَراتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ الَّذِينَ إِذا أَصابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ راجِعُونَ أُولئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَواتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ) [البقرة ١٥٥ ـ ١٥٧]
هذه الآية يتعلق بها حكمان : الأول : الصبر على المصيبة ، والثاني : الصلاة على الصابر (١).
__________________
(١) في بعض النسخ (الصابرين) وضرب عليها في بعض النسخ.