وقوله تعالى : (شاكِرٌ عَلِيمٌ) قيل : الشكر من الله المجازاة بالثواب ، وقيل : القبول.
قوله تعالى
(إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ ما أَنْزَلْنا مِنَ الْبَيِّناتِ وَالْهُدى مِنْ بَعْدِ ما بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتابِ أُولئِكَ يَلْعَنُهُمُ اللهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللَّاعِنُونَ إِلَّا الَّذِينَ تابُوا وَأَصْلَحُوا وَبَيَّنُوا فَأُولئِكَ أَتُوبُ عَلَيْهِمْ وَأَنَا التَّوَّابُ الرَّحِيمُ) [البقرة ١٥٩ ـ ١٦٠]
نزلت الآية حين سأل جماعة من الأنصار نفرا من اليهود عما في التوراة من صفته صلىاللهعليهوآلهوسلم ، فكتموا. قال القاضي : ونزول ذلك على سبب لا يوجب قصره عليه ، فيجب حمله على العموم.
وعن عائشة ، وأبي هريرة : حمله على العموم ، قال أبو هريرة : «لو لا آيتان من كتاب الله ما حدثتكم ، وتلا (إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ ما أَنْزَلْنا مِنَ الْبَيِّناتِ وَالْهُدى) وثمرة هذه الآية أحكام :
الأول : أنه لا يجوز كتمان الحق عند الحاجة إلى إظهاره مع سلامة الأحوال وأن كتمه من الكبائر ، لذلك أوجب على الكاتم اللعنة ، ويدخل في ذلك حل الشبهة ؛ لأنه من إظهار الحق (١).
الحكم الثاني : أنه ينبغي عند الجدب التوبة ، والخروج من المظالم ، ولا يخرج للاستسقاء كافر ؛ لأنه قد روي عن مجاهد وعكرمة ، في تفسير قوله تعالى : (وَيَلْعَنُهُمُ اللَّاعِنُونَ) أنها دواب الأرض وهوامها تلعن العاصي ، وتقول : منعنا القطر بمعاصي ابن آدم.
__________________
(١) ومن الناس من يستدل بالآية على وجوب قبول خبر الواحد ؛ لأن وجوب الإظهار دل على وجوب العمل بالذي أظهر ، ولا سيما وقد قال : (إِلَّا الَّذِينَ تابُوا وَأَصْلَحُوا وَبَيَّنُوا) فحكم بوقوع البيان بخبرهم ، واستدل بالآية أيضا على عدم جواز أخذ الأجرة على التعليم ؛ لأنها أجرة على أداء الواجب. (نيسابوري) (ح / ص).