التاسع والعاشر : قوله تعالى : (وَالْعَذابَ بِالْمَغْفِرَةِ).
الحادي عشر : قوله تعالى : (فَما أَصْبَرَهُمْ عَلَى النَّارِ) وهذا توبيخ ، وقيل : تعجب ، بمعنى : تعجبوا ممن هذه حاله ، والمراد على عمل أهل النار.
وروي أنه اختصم اعرابيان إلى قاضي اليمن ، فحلف أحدهما على حق صاحبه ، فقال له : ما أصبرك على الله ، أي على عذاب الله ، وقيل : معناه : أيّ شيئ صبّرهم؟ يقال : أصبره ، وصبّره مشتق من الصبر الذي هو حبس النفس.
الثاني عشر : قوله تعالى : (ذلِكَ بِأَنَّ اللهَ نَزَّلَ الْكِتابَ بِالْحَقِ) أي : ذلك العذاب الذي حل بهم بسبب أن الله تعالى نزل الكتاب بالحق فخالفوه.
قوله تعالى
(لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَالْمَلائِكَةِ وَالْكِتابِ وَالنَّبِيِّينَ وَآتَى الْمالَ عَلى حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبى وَالْيَتامى وَالْمَساكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَالسَّائِلِينَ وَفِي الرِّقابِ وَأَقامَ الصَّلاةَ وَآتَى الزَّكاةَ وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذا عاهَدُوا وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْساءِ وَالضَّرَّاءِ وَحِينَ الْبَأْسِ أُولئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَأُولئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ) [البقرة : ١٧٧]
السبب في نزول هذه الآية :
أنه كثر خوض المسلمين وأهل الكتاب في أمر القبلة فنزلت.
والمعنى : ليس البر العظيم الذي يجب أن تشتغلوا به عن سائر أصناف البر أمر القبلة ، (وَلكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللهِ) إلى آخرها.
وقيل : الخطاب لأهل الكتاب ؛ لأن اليهود تصلى قبل المغرب إلى بيت المقدس ، والنصارى قبل المشرق ، فلما حول رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم إلى