ثم يخرج المطيق بالنسخ ، ويخصص من لحقته مضرة من مسافر أو مريض بالأثر ، وهو قوله صلىاللهعليهوآلهوسلم : «ليس من البر الصيام في السفر» من حيث إنه ورد في من أجهده الصوم ويخرج المريض بالرد إلى صوم الدهر ، وإلى المسافر الذي أجهده السفر.
وأما إذا اشترط في المرض المضرة دون إطلاق الاسم ، فقد يخرج لأبي العباس أن الصوم أفضل من المضرة ، كما قال مثل ذلك في الوضوء ، فيدخل المريض في عموم الآية ، ولا يخصص ، بل يكون الصوم أفضل في حقه إلا أن يخشى الهلاك ، وإن قلنا بالكراهة أخرجنا المريض من عموم الآية بالقياس على المسافر الذي تلحقه المشقة.
قوله تعالى
(شَهْرُ رَمَضانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدىً لِلنَّاسِ وَبَيِّناتٍ مِنَ الْهُدى وَالْفُرْقانِ فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَنْ كانَ مَرِيضاً أَوْ عَلى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ يُرِيدُ اللهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللهَ عَلى ما هَداكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ) [البقرة : ١٨٥]
ثمرة هذه الآية الكريمة : وجوب صيام شهر رمضان ، وذلك معلوم من الدين ، وكيفية إدراك الوجوب من الآية على القراءة الظاهرة ، وهي رفع (شَهْرُ) أن يجعل ارتفاعه بدلا من الصيام ، أي : كتب شهر رمضان ، أو خبر لمبتدأ محذوف ، يدل عليه قوله تعالى : (أَيَّامٍ) كأنه قيل : متى هي؟ فقال : هي شهر رمضان ، وإن جعلته مبتدأ لم يكن رفعه يدل على الوجوب ، بل الذي يدل عليه قوله تعالى : (فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ).
وأما على ما قرئ في الشاذ ، وهو نصب شَهْرَ وذلك قراءة