وعن الفضيل بن عياض (١) : المعنى : وأحسنوا الظن به تعالى ، فإنه يحب من أحسن الظن به. وفي الحديث الرباني «أنا بعبدي حيث ظنه بي».
وذكر العلماء رضي الله عنهم : أنه يؤمر المريض بحسن الظن بالله تعالى ، ويذكر له محاسن أفعاله.
وروي في كتاب الأذكار عن صحيح البخاري أن ابن عباس رضي الله عنهما قال لعمر بن الخطاب حين طعن ، وكان يجزّعه ، أي : يزيل جزعه : يا أمير المؤمنين ، ولا كل ذاك ، قد صحبت رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم فأحسنت صحبته ، ثم فارقته وهو عنك راض ، ثم صحبت أبا بكر فأحسنت صحبته ، ثم فارقته وهو عنك راض ، ثم صحبت المسلمين فأحسنت صحبتهم ، ولئن فارقتهم لتفارقنهم وهم عنك راضون (٢) ، وعن الأصم : أحسنوا في فرائض الله.
وقيل : في الإنفاق على من تلزمكم مؤنته.
وقيل : أحسنوا إلى أنفسكم ، لا تلقوها في النار بفعل الكبائر.
وعن أبي علي ، وأبي مسلم : أحسنوا بالأعمال الحسنة والعبادات.
قوله تعالى
(وَأَتِمُّوا الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ لِلَّهِ) [البقرة : ١٩٦]
هذا أمر بإتمامهما ، والأمر للوجوب ، أما وجوب الحج فذلك
__________________
(١) الفضيل بن عياض هو : الفضيل بن عياض بن مسعود ، التميمي ، اليربوعي ، أبو علي ، شيخ الحرم المكي ، من أكابر العباد الصلحاء ، كان ثقة في الحديث ، أخذ عن خلق منهم الشافعي ، ولد سنة ١٠٥ ه بسمرقند ، وتوفي سنة ١٨٧ ه وقد ذكر الحاكم في تهذيبه كلام الفضيل بن عياض كما هنا.
(٢) في الأصل فارقك ، فارقك ، والتصويب من البخاري. ويحتمل انه نسخة أخرى من البخاري.