وقال مالك : والشافعي : لا يتكرر ذلك ، ولا دلالة في الاية على التكرر.
وأكثر المفسرين يقولون : إن هذه الآية في كل محرم لتقدم ذكر الحج والعمرة ، والآية لا تقصر على سببها ، وقال بعضهم : إنها في المحصر خاصة.
قال الحاكم : حملها على الجميع أولى.
قوله تعالى
(فَإِذا أَمِنْتُمْ فَمَنْ تَمَتَّعَ بِالْعُمْرَةِ إِلَى الْحَجِّ فَمَا اسْتَيْسَرَ مِنَ الْهَدْيِ فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَصِيامُ ثَلاثَةِ أَيَّامٍ فِي الْحَجِّ وَسَبْعَةٍ إِذا رَجَعْتُمْ تِلْكَ عَشَرَةٌ كامِلَةٌ ذلِكَ لِمَنْ لَمْ يَكُنْ أَهْلُهُ حاضِرِي الْمَسْجِدِ الْحَرامِ وَاتَّقُوا اللهَ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللهَ شَدِيدُ الْعِقابِ) [البقرة : ١٩٦]
هذه الآية الكريمة متضمنة لأحكام تظهر في شرح معناها إن شاء الله تعالى ، فقوله تعالى : (فَإِذا أَمِنْتُمْ) المعنى : فإذا أمنتم من الإحصار بالعدو والمرض.
(فَمَنْ تَمَتَّعَ بِالْعُمْرَةِ إِلَى الْحَجِ) التمتع في اللغة هو : الإنتفاع بعجالة الوقت ، وهو للوقت اليسير المستعجل ، قال تعالى : (تَمَتَّعُوا فِي دارِكُمْ ثَلاثَةَ أَيَّامٍ) [هود : ٦٥] وقوله تعالى : (كُلُوا وَتَمَتَّعُوا قَلِيلاً إِنَّكُمْ مُجْرِمُونَ) [المرسلات : ٤٦] وقوله تعالى : (تَمَتَّعُوا فَإِنَّ مَصِيرَكُمْ إِلَى النَّارِ) [إبراهيم : ٣٠] ومنه متعة النساء ، وأصل التمتع : التلذذ ، ومنه : المتاع ؛ لأنه يتلذذ به ، قال الشاعر :
تمتع من شميم عرار نجد |
|
فما بعد العشية من عرار |
وسمي المتمتع بالعمرة إلى الحج متمتعا ؛ لأنه ينتفع (١) بين العمرة
__________________
(١) وفي ب (لأنه يتمتع).