يا نفس إني قائل فاسمعي |
|
نصيحة من مشفق ناصح |
لا ينفع الإنسان في قبره |
|
غير التقى والعمل الصالح |
وقال الأعشى :
إذا أنت لم ترحل بزاد من التقى |
|
ولا قيت بعد الموت من قد تزودا |
ندمت على ألا تكون كمثله |
|
وأنك لم ترصد كما كان أرصدا |
وقال بعضهم : إن هذا أمر بالزاد لسفر الحج ، وأن لا يكونوا كلّا على غيرهم.
وأن سبب نزول الآية : أن أناسا من أهل اليمن كانوا يحجون ، ولا يتزودون ، ويقولون : نحن متوكلون ، ونحن نحج بيت الله أفلا يطعمنا؟ ويكونون كلّا على الناس» فنزلت الآية.
وهذا مروي عن الحسن ، وقتادة ، ومجاهد ، وفيها دلالة على اتخاذ الزاد ، وحظر السؤال ، أما اشتراط الزاد فذلك مذهب الجلة من علماء أهل البيت عليهمالسلام ، وأبي حنيفة ، والشافعي.
وقال مالك : إذا كان له حرفة ، أو يعتاد السؤال ، وجب عليه الحج معوّلا على ذلك ، ومنشأ الخلاف من قوله تعالى : (مَنِ اسْتَطاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً) [آل عمران : ٩٧] هذه الآية الكريمة في آل عمران ، وسيأتي [الكلام] (١) هنالك زيادة إن شاء الله تعالى.
قوله تعالى
(لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُناحٌ أَنْ تَبْتَغُوا فَضْلاً مِنْ رَبِّكُمْ فَإِذا أَفَضْتُمْ مِنْ عَرَفاتٍ فَاذْكُرُوا اللهَ عِنْدَ الْمَشْعَرِ الْحَرامِ وَاذْكُرُوهُ كَما هَداكُمْ وَإِنْ كُنْتُمْ مِنْ قَبْلِهِ لَمِنَ الضَّالِّينَ) [البقرة : ١٩٨]
هذه الآية الكريمة تدل على أنه لا يكره التجارة في سفر الحج ، ولا
__________________
(١) ما بين القوسين زيادة في أ ، ولفظ ب (وسيأتي هناك زيادة إنشاء الله تعالى).