الإمام يحي بن حمزة : لا يجوز الاستئجار على تعليم السحر ، ولا على تعليم التوراة والانجيل ، والكتب المنسوخة ، وقال : هذه أمور محظورة (١).
قوله تعالى
(يَسْئَلُونَكَ ما ذا يُنْفِقُونَ قُلْ ما أَنْفَقْتُمْ مِنْ خَيْرٍ فَلِلْوالِدَيْنِ وَالْأَقْرَبِينَ وَالْيَتامى وَالْمَساكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ) [البقرة : ٢١٥].
سبب النزول
قيل : إنه جاء عمرو بن الجموح ، وهو شيخ همّ (٢) ، وله مال عظيم ، فقال : ماذا ننفق من أموالنا؟ وأين نضعها؟ فنزلت.
والسؤال في الآية عن الشي الذي ينفق ، والجواب : وهو قوله تعالى : (قُلْ ما أَنْفَقْتُمْ مِنْ خَيْرٍ) أي : من مال ينفع ، قد تضمن معنى السؤال في الآية ، ثم ذكر ما هو أهم وهو بيان المصرف ؛ لأنه لا يعتد بما لم يطابق المصرف ، أنشد في الكشاف (٣).
__________________
(١) وقد تقدم في قوله تعالى : (وَاتَّبَعُوا ما تَتْلُوا الشَّياطِينُ عَلى مُلْكِ سُلَيْمانَ) أنه يجوز تعلم السحر ليجتنب ، فلذلك علمه الملكان ولم يكفرا ، ولا يبعد مثل ذلك في الكتب المنسوخة ليعلم ما قد نسخ منها ، وما بقي لتعبدنا به ، فيحقق هذا ، وخاصة في زماننا هذا ليعرف ما عليه اليهود والنصارى ، ومعرفة المكائد والدسائس التي يبثونها بين المسلمين وعليهم.
(٢) والهم بالكسر : الشيخ الكبير البالي وجمعه اهمام. وحكى كراع : شيخ همة بالهاء.
والانثى همة بينة الهمامة والجمع همات وهمائم على غير قياس والمصدر الهمومة. والهمامة. ابن السكيت : والهم : الشيخ البالي قال الشاعر : وما انا بالهم الكبير ولا الطفل. وفي الحديث : انه اتي برجل هم الهم بالكسر : الكبير الفاني. لسان العرب
(٣) لم ينسبه في الكشاف ولا في مشاهد الإنصاف لأحد ، والبيت لحسان بن ثابت ، وهو : حسان بن ثابت بن المنذر الخزرجي ، الأنصاري ، أبو الوليد ، صحابي ، شاعر النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم ، وأحد المخضرمين عاش ستين سنة في الجاهلية ، ومثلها في ـ