تعتق مكاتبا كافرا ، وقال : لا تعتق مكاتبا ، فإن المطلق لا يقيد ؛ لأنه يمتثل هاهنا في الأمرين (١).
وأما المفرد والمشترك
فالمفرد : اللفظ الواحد الدال على معنى واحد.
والمشترك : اللفظ الواحد (٢) الدال على معنيين مختلفين بوضعين دلالة مستوية (٣) ، وهو واقع في اللغة ، وفي القرآن ، كالقرء للحيض والطهر ، وعسعس للإقبال والادبار ، ومنعه بعضهم (٤) لأنه يخل بالتفاهم ، وأجيب بحصول الفهم بالقرائن ، أو بأن الفائدة تحصل بأنه أراد أحد الأمرين جملة.
وأما المحكم والمتشابه
فقد قال تعالى : (مِنْهُ آياتٌ مُحْكَماتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتابِ وَأُخَرُ مُتَشابِهاتٌ) [آل عمران : ٧].
واعلم أن للمحكم والمتشابه معنيين ، الأول يرجع إلى اللغة ، والثاني يرجع إلى تفسير الآية ، أما الأول : فالمحكم ـ هو المتقن (٥) ؛ لأن
__________________
(١) وهكذا في الفصول ١٩٤ ولفظه (ولا يحمل مطلق النهيين على مقيدهما ، نحو لا تعتق المكاتب لا تعتق المكاتب الكافر). وعبارة ابن الحاجب (لا تعتق مكاتبا ـ بالتنكير ـ قال : وأنت تعلم أن هذا .. الخ. قال شارحه : والمثال المطابق لا تعتق المكاتب من غير قصد للاستغراق ، كما في اشتر اللحم.
(٢) قيد الوحدة مخرج للمتباينة نحو جمل ، ثور ، فرس ، تمت عقد قرشي.
(٣) قوله دلالة مستوية ـ مخرج للحقيقة والمجاز.
(٤) ومنعه بعضهم (ثعلب ، وأبو زيد ، والبلخي ، والأبهري) مطلقا ، وقوم في القرآن ، وقوم فيه وفي السنة ، والرازي بين النقيضين. فصول ٧٤.
(٥) بدليل قوله تعالى (كِتابٌ أُحْكِمَتْ آياتُهُ).