وقيل : المتطهرين من جميع الأقذار ، كمجامعة الحائض ، والطاهر قبل الغسل.
وقيل : (التَّوَّابِينَ) من الكبائر ، و (الْمُتَطَهِّرِينَ) من الصغائر.
قوله تعالى
(نِساؤُكُمْ حَرْثٌ لَكُمْ فَأْتُوا حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ وَقَدِّمُوا لِأَنْفُسِكُمْ وَاتَّقُوا اللهَ وَاعْلَمُوا أَنَّكُمْ مُلاقُوهُ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ) [البقرة : ٢٢٣]
النزول : قيل : إن اليهود كانوا يقولون : من جامع امرأته وهي مجبية مكفوفة كالساجدة من دبرها في قبلها كان ولدها أحول ، فذكر ذلك لرسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم فقال : كذبت اليهود ، ونزلت الآية.
وعن الحسن : «أنكرت اليهود إتيان المرأة قائمة ، وباركة فنزلت».
وقيل : كان الأنصار يقتدون باليهود ، وكان من شأنهم أنهم لا يأتوا النساء إلا على حرف ، وذلك أيسر ما يكون على الامرأة ، هكذا في الثعلبي ، وكانت قريش يتلذذون بالنساء مقبلات ومدبرات ، ومستلقيات ، فلما قدم المهاجرون المدينة تزوج رجل منهم امرأة من الأنصار فذهب يصنع ذلك فأنكرته ، وسرى أمرهما حتى بلغ رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم فنزلت.
وقيل : إن عمر جاء إلى رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم فقال : يا رسول الله هلكت؟ قال : «فما الذي أهلكك؟ قال : حولت رحلي البارحة (١) ، فلم يردّ عليه شيئا (٢) ، فأوحى الله تعالى إلى نبيه صلىاللهعليهوآلهوسلم (نِساؤُكُمْ حَرْثٌ لَكُمْ).
__________________
(١) كانت العرب قبل الإسلام إذا حولت رحلها أي : باب الرحل وهو الخباء جعلته طلاقا ، فكنى هنا أنه خالف الطريق إلى الباب فأتى الباب وهو موضع الحرث من موضع آخر ، وعلى كيفية أخرى ، فتخوف أن يكون ذلك طلاقا كما كان في الجاهلية.
(٢) وفي نسخة (ولم يرد عليه شيئا).