قوله تعالى
(لا يُؤاخِذُكُمُ اللهُ بِاللَّغْوِ فِي أَيْمانِكُمْ وَلكِنْ يُؤاخِذُكُمْ بِما كَسَبَتْ قُلُوبُكُمْ) [البقرة : ٢٢٥] دلت هذه الآية على أن اللغو لا مؤاخذة فيه ، فلا إثم ولا كفارة.
لكن اختلف في تفسير اللغو ، فالذي عليه أكثر الأئمة عليهمالسلام ، وهو قول أبي حنيفة ، قال في التهذيب : وهو مروي عن ابن عباس ، والحسن ، ومجاهد ، وإبراهيم ، والزهري ، وقتادة : أن اللغو هو أن يحلف ويظن أنه صادق فانكشف كاذبا (١).
وقال الشافعي : هو ما يقصد به التأكيد للكلام من غير قصد إلى اليمين ، من قولهم لا والله ، وبلى والله ، وروي هذا عن عائشة ، والشعبي ، وعكرمة ، وأبي مسلم. وعن ابن عباس : يمين الغضبان. وعن الشعبي ، والأصم ، ومسروق : اليمين في المعصية (٢) ، وكل يمين لا يكون له الوفاء بها فهي لغو لا كفارة فيها.
وقيل : اللغو اليمين المكفرة ؛ لأن التكفير يسقط الإثم.
وقيل : هي أن يحلف ثم يحنث ناسيا (٣).
__________________
(١) هذا هو المختار للمذهب ، وقال الناصر ، ومحمد بن المطهر : اللغو هو ما قلنا ، وما قاله الشافعي جميعا.
(٢) المتبينة.
(٣) هذا هو الفظ في أ ، ولفظ النسخة ب (هي أن يحلف ثم يحنث ناسيا) وعليه تعليقة في الأصل ، أما الحلف ناسيا فهو عندنا وعند القائل ، والحنث ناسيا عند القائل ، وليس للمذهب [وذلك لأنه جعل (ناسيا) متعلقا بالحلف ، وبالحنث ، وليس كذلك ، بل هو متعلق بالحنث فقط ، فلا يرد الإشكال. وانظر لفظ الحاكم ، ولفظه (قيل : اللغو أن يحلف ، وهو يرى أنه صادق ، ثم تبين أنه كاذب عن ابن عباس والحسن ومجاهد وابراهيم والزهري وسليمان بن يسار وقتادة والربيع والسدي ـ