الثاني : أن الأمير يحتاج إليه في أمر الجهاد ، ليدبر أمورهم ، وقد كان رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم إذا بعث سرية أمّر عليهم أميرا.
قال في الكشاف : وروي أنه أمر الناس إذا سافروا أن يجعلوا أحدهم أميرا عليهم.
الثالث : وجوب طاعة الأمير في أمر السياسة ، وتدبير الحرب ، لأن سياق الآية يقضي بذلك ، وفي الحديث عنه صلىاللهعليهوآلهوسلم (أطيعوا الأمير ولو كان عبدا حبشيا).
وقد ذكر أهل علم المعاملة : أنه ينبغي في الأسفار أن يجعل أهل السفر لهم أميرا ، ودليلا ، وإماما ، وهذا محمود ؛ إذ بذلك ينقطع الجدال ، وتنتظم أمورهم ، ويلزم مثل هذا في كل أمر يحتاج فيه إلى ترداد في الآراء ، نحو أمور الأوقاف والمساجد ، والإمام لكل مسجد ، ونحو هذا.
قال الحاكم : وفيه دلالة إلى أن للأنبياء عليهمالسلام تشديد العهود والمواثيق فيما يلزمهم ، ووجه ذلك أنه قال : (هَلْ عَسَيْتُمْ) وهذا نوع من التأكيد عليهم ، وكذا يأتي في الإمام على قياس ما ذكر الحاكم في النبي.
قوله تعالى
(وَقالَ لَهُمْ نَبِيُّهُمْ إِنَّ اللهَ قَدْ بَعَثَ لَكُمْ طالُوتَ مَلِكاً قالُوا أَنَّى يَكُونُ لَهُ الْمُلْكُ عَلَيْنا وَنَحْنُ أَحَقُّ بِالْمُلْكِ مِنْهُ وَلَمْ يُؤْتَ سَعَةً مِنَ الْمالِ قالَ إِنَّ اللهَ اصْطَفاهُ عَلَيْكُمْ وَزادَهُ بَسْطَةً فِي الْعِلْمِ وَالْجِسْمِ) [البقرة : ٢٤٧]
قال المفسرون : طالوت من ولد بنيامين ، وسمي طالوت لطوله.