وقوله تعالى : (خَيْرٌ مِنْ صَدَقَةٍ يَتْبَعُها أَذىً) قيل : خير للفقير ، عن القاضي.
وقيل : خير المغفرة عن السائل إن بذا بلسانه ، وتطاول في الشّكى (خَيْرٌ مِنْ صَدَقَةٍ يَتْبَعُها أَذىً).
خبر رواه الحاكم عن النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم أنه قال : «المنان بما يعطي لا يكلمه الله ، ولا ينظر إليه ، ولا يزكيه ، وله عذاب أليم».
وثمرة الآية : ما ذكر من رد السائل بالقول الجميل ، والعفو عما يبدر منه مما يسبق من إلحاح في سؤال ، أو أذية ، أو شكى ، وفي ذلك تأكيد للنهي عن المن.
قوله تعالى
(يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تُبْطِلُوا صَدَقاتِكُمْ بِالْمَنِّ وَالْأَذى كَالَّذِي يُنْفِقُ مالَهُ رِئاءَ النَّاسِ وَلا يُؤْمِنُ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ صَفْوانٍ عَلَيْهِ تُرابٌ فَأَصابَهُ وابِلٌ فَتَرَكَهُ صَلْداً لا يَقْدِرُونَ عَلى شَيْءٍ مِمَّا كَسَبُوا وَاللهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكافِرِينَ) [البقرة : ٢٦٤]
هذا أمر بحفظ الأعمال عن الضياع ، وبيان أن المن والأذى مبطل ، وهذا تأكيد لما تقدم.
ثم أكد تعالى ذلك بأن شبهه بمن ينفق ماله رئاء الناس ، ولا يؤمن بالبعث ، ثم مثّل المرائي ب ـ (صَفْوانٍ عَلَيْهِ تُرابٌ) وهو الحجر الأملس أصابه الوابل (فَتَرَكَهُ صَلْداً) ، أي : أملس مجردا.
ثم قال تعالى : (لا يَقْدِرُونَ عَلى شَيْءٍ) بمعنى : قد حبط عملهم.
ثم أكد تعالى ذلك بذكر صدقة المؤمنين ، الصادرة عن النية