الأموال ، ولكن هذا إذا وثق من نفسه بالعفة عن التكفف والصبر ، وأن الصدقة لا تختص بوقت دون وقت.
قال الحاكم : واختلف هل الأفضل الفعل على هذه الصفة أم لا؟.
فقيل : هذا أفضل لمطابقة هذه الصفة.
وقيل : كان يعمل بهذا حتى نزل فرض الزكاة في براءة ، عن ابن عباس.
وقيل : الأفضل في التطوع الإخفاء ، وفي الفرض الإظهار كما تقدم (١).
قوله تعالى
(الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبا لا يَقُومُونَ إِلَّا كَما يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطانُ مِنَ الْمَسِّ ذلِكَ بِأَنَّهُمْ قالُوا إِنَّمَا الْبَيْعُ مِثْلُ الرِّبا وَأَحَلَّ اللهُ الْبَيْعَ وَحَرَّمَ الرِّبا فَمَنْ جاءَهُ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّهِ فَانْتَهى فَلَهُ ما سَلَفَ وَأَمْرُهُ إِلَى اللهِ وَمَنْ عادَ فَأُولئِكَ أَصْحابُ النَّارِ هُمْ فِيها خالِدُونَ) [البقرة : ٢٧٥]
ثمرة الآية الكريمة : الدلالة على تحريم الربا ، وأنه من الكبائر ، وتحريمه معلوم من الدين ضرورة ، فمن استحله كفر ، ومن فعله غير مستحل فسق ، ولكن هذا في الربا المجمع عليه ، كالزيادة في الدين لأجل النظرة ، وبيع درهم بدرهمين نسيئة ، فأما إن كان مختلفا فيه ، فلا يكون مستحله كافرا ، ويكون فاعله غير مستحل عاصيا (٢).
__________________
(١) عند تفسير قوله تعالى (إِنْ تُبْدُوا الصَّدَقاتِ فَنِعِمَّا هِيَ).
(٢) إذا فعله جرأة ، بأن يكون مذهبه تحريمه ، أو مقلدا لمن يقول بتحريمه إذا كان ممن يعرف التقليد ، ومن يقلد. (ح / ص).