بن الحسن : إنه يواجر ، وقد ورد عنه صلىاللهعليهوآلهوسلم (من أعتق شركا له في عبد قوم عليه الباقي إن كان موسرا ، فإن كان معسرا استسعى العبد) فلعل ذلك خاص في العتق.
قال الحاكم : والإعسار إما بالفقر ، وإما بتعذر بيع السلعة.
وقوله تعالى : (وَأَنْ تَصَدَّقُوا خَيْرٌ لَكُمْ) أي : تصدقوا على المعسر خير لكم من الإنظار ، وقيل : من الأخذ ، وقد استدل أن الصدقة بالدين على غير من هو عليه لا تصح ، والاستدلال من الآية خفي.
وقيل : أراد بالصدقة الإنظار ؛ لأنه قد ورد [عنه صلىاللهعليهوآلهوسلم] «أن من أخر عن غريمه فله كل يوم صدقة» وقد وردت آثار كثيرة في الترغيب في إنظار المعسر.
خبر من الثعلبي عنه صلىاللهعليهوآلهوسلم أنه قال : (من أنظر معسرا ، أو وضع له أظله الله تعالى في ظل عرشه يوم لا ظل إلا ظله).
وقال صلىاللهعليهوآلهوسلم (من أحب أن تستجاب دعوته ، وتكشف كربته فلييسر على المعسر)
قوله تعالى
(وَاتَّقُوا يَوْماً تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللهِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ ما كَسَبَتْ وَهُمْ لا يُظْلَمُونَ) (١) [البقرة : ٢٨١]
عن ابن عباس : «أن هذه آخر آية نزل بها جبريل عليهالسلام ، وقال : ضعها في رأس المائتين والثمانين من البقرة ، وعاش صلىاللهعليهوآلهوسلم بعدها إحدى وعشرين ليلة ، وقيل : إحدى وثمانين ليلة ، وقيل : سبعة أيام» (٢).
__________________
(١) وهذه الآية أيضا من الزواجر ، ووضعها هنا من المؤكدات.
(٢) وقيل : ثلاث ساعات. كشاف.