وعن أبي عبيدة بن الجراح قلت : يا رسول الله أي الناس أشد عذابا يوم القيامة؟ قال : (رجل قتل نبيا ، أو رجلا أمر بمعروف ، أو نهى عن منكر ، ثم قرأ هذه الآية ، ثم قال : يا أبا عبيدة قتلت بنو إسرائيل ثلاثة وأربعين نبيا ، في أول النهار في ساعة واحدة ، فقام مائة رجل واثنا عشر رجلا من عبّاد بني إسرائيل فأمروا من قتلهم بالمعروف ، ونهوهم عن المنكر ، فقتلوا جميعا من آخر النهار في ذلك اليوم ، وهو الذي ذكر الله تعالى.
قال الحاكم : ويدل هذا على صحة ما يقوله مشائخنا : إنه يأمر بالمعروف ، وإن خاف على نفسه (١) ، وإن ذلك يكون أولى ، لما فيه من إعزاز للدين ، وعنه صلىاللهعليهوآلهوسلم (أفضل الجهاد كلمة حق عند سلطان جائر يقتل عليه).
قوله تعالى
(أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيباً مِنَ الْكِتابِ يُدْعَوْنَ إِلى كِتابِ اللهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ يَتَوَلَّى فَرِيقٌ مِنْهُمْ وَهُمْ مُعْرِضُونَ) [آل عمران : ٢٣]
النزول
عن السدي أنه صلىاللهعليهوآلهوسلم دعا اليهود إلى الإسلام ، فقالوا : هلم نحاكمك إلى الأحبار ، فقال صلىاللهعليهوآلهوسلم (بل إلى كتاب الله) فأبوا.
وعن ابن عباس أنه صلىاللهعليهوآلهوسلم دخل مدراسهم على جماعة منهم ، فدعاهم إلى الإسلام ، وفيهم نعيم بن عمرو بن الحارث بن زيد ، فقالوا : على أي
__________________
(١) ظاهر كلام أهل المذهب ، أنه لا يجوز إذا كان يؤدي إلى مثل ما نهى عنه ، أو أكثر إلا أن يكون في ذلك إعزاز للدين ، وقوة للمسلمين ، كما صرح به الإمام المهدي عليهالسلام في مختصره. (ح / ص).