وقالوا : كان فعله صلىاللهعليهوآلهوسلم قبل نزول شريعتنا بعدم الرجم ، ثم ورد قوله صلىاللهعليهوآلهوسلم : (من أشرك بالله فليس بمحصن) قلنا : هذا عام في أنه لا يحد قاذفه ، ولا يرجم إذا زنى ، وفعله صلىاللهعليهوآلهوسلم يدل أن المراد ليس بمحصن ، أنه لا يحد قاذفه.
قوله تعالى
(لا يَتَّخِذِ الْمُؤْمِنُونَ الْكافِرِينَ أَوْلِياءَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذلِكَ فَلَيْسَ مِنَ اللهِ فِي شَيْءٍ إِلَّا أَنْ تَتَّقُوا مِنْهُمْ تُقاةً وَيُحَذِّرُكُمُ اللهُ نَفْسَهُ وَإِلَى اللهِ الْمَصِيرُ) [آل عمران : ٢٨]
النزول
قيل : جاء حجاج بن عمرو ، وابن أبي الحقيق ، وقيس بن زيد إلى نفر من الأنصار ، ليفتنوهم عن دينهم ، فقال رفاعة بن المنذر ، وعبد الرحمن بن جبير ، وسعيد بن خيثمة لأولئك النفر : اجتنبوا هؤلاء اليهود ، واحذروهم لا يفتنوكم عن دينكم ، فنزلت. عن ابن عباس.
وقيل : نزلت في حاطب بن أبي بلتعة ، وغيره ، وكانوا يظهرون المودة لكفار مكة ، فنهاهم الله تعالى عن ذلك ، عن مقاتل.
وقيل : نزلت في المنافقين ، عبد الله بن أبيّ وأصحابه (١) ، وكانوا يتولون اليهود والمشركين ، ويأتونهم بالأخبار ، ويرجونهم الظفر ، فنهي المسلمون عن مثل فعلهم. عن ابن عباس أيضا.
وقيل : نزلت في عبادة بن الصامت ، وكان له حلف من اليهود ، فلما كان يوم الأحزاب قال : يا نبي الله إن معي خمسمائة من اليهود ،
__________________
(١) وسموا مؤمنين باعتبار ما كانوا يتظهرون به ، وإلا فلا إيمان للخبيث ، ومن معه ، وهذا الوجه إذا كان هو المراد بالآية ومن معه.